الأربعاء، 25 يونيو 2008

انا لست أدرى من أنا


اليوم وقفت أمام أوراقى وأمسكت بقلمى وحاولت أن أكتب حتى أرى نفسى فى أوراقى.
منذ فتره وأنا بعيد عنهم , وأريد أن أرى إلى أى مدى إختلفت ملامحى.
أريد أن أرى إلى إى مدى إستطعت أن أمنع الزمان من أن يوثر فى ويزيد من أحزانى.

أمسكت قلمى وأوراقى وتركت القلم يسير على السطور , تركته يرسم ويخط مايريد.
والأن أراه قد إنتهى , فتأملت الصوره التى رسمها ولكنى رأيت وجهاً يختلف عن وجهى.
عينان أرى داخلهما ظلام دامس , وألمح نقطة من النور بعيدةً فيها ولكنها تريد أن تتجاهلها.
رأيت وجهاً شاحبا , ترتسم عليه ملامح وكأنها علامات من الزمان.
فم مغلق وكأنه انقضت على أخر إبتسامه له قرن من الزمان.
حاولت أن أتأمل هذه اللوحه الصغيره , حاولت أن أفسر ماحدث لها . أفسر ماحدث لوجهى حتى تحول إلى هذا الوجه الغريب.
تخيلت أن الزمان محارب عملاق يمسك بيديه قوساً ويمتطى حصان عملاق , وتخيلت نفسى رجل ضعيف أعزل .
يرمينى هذا الفارس بمئات الأسهم فى اليوم ,وأحاول أن أتفاديها , ولكن إلى أى مدى قد أصمد أمامه؟!
يوم؟ يومين ؟ ثلاثه........

لم أصمد طويلاً أمامه... وسقطت بعد أن خارت قوايا

والأن أنظر إلى نفسى وأتعجب لحالى ... فقد كنت أصمد أكثر من ذلك..
أصمد اعواما وأعوام... ولكنى اليوم سقطت أمام الزمان

هل تعرفون لماذا سقطت اليوم؟؟؟؟

لأنى لم أعد أرى فى الحياة حياه , لم أعد أرى فى الناس وفاء , لم أعد أرى فى الخائنين حياء ....
إنهالت على سهام الخيانه من كل الجوانب... لم أعد أملك سبب واحد يجعلنى أقوى على الصمود..
فقدت كل شئ وأصبح لا أملك فى الحياة أى شئ..

والأن سوف أنهض!!!!!!!!!!!!
ولكن لن أقف لكى أصمد , ولكنى سأقف وأستعد للرحيل.
سأرحل ربما اليوم أو بعد بعض يوم.................

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

تمنيت سوقـا يبيع السنين فاروق جويده

كانت تجلس أمامي تمثالا لا نبض فيه ولا حياة،
وأنا أجلس أمامها تلا من الثلوج جمعه فصل شتاء طويل،
وبيننا عشرات المرايا المكسرة، وخلفنا سنوات عمر جميل
تذكرني بالأطفال في ساعات الرحيل حينما يعلو صراخهم.
لم أكن اسمعها،ولم تكن هي أيضا تسمعني، وتقطعت كل أسلاك
التليفونات حولنا وذابت حرارة الأشياء.
كنا نحتاج إلى عشرات العدسات المكبرة لكي يرى كل منا الأخر،
رغم أن المسافة بيننا بطول الذراع.
كانت عيناها باهتتين ووجهها شاحبا وهزيلا.
وأنا غارق في سحابات الأمس البعيد، لم تتكلم،ولم يكن عندي
ما أقوله،كل المشاعر انسحبت وتراجعت كالجيوش المنكسرة،
كنت أشعر أنها تحاول أن تستجدي الكلمات ولكن دون جدوى.

وحاولت أن اكسر برودة اللقاء وأقول شيئا،أي شيء.

قلت لها ضاحكا:اخلعي نظارتك السوداء حتى أراك.

قالت:تقصد ترى عيني.

قلت:ربما.

قالت:كيف تراهما الآن بعد سنوات الفراق الطويلة.

قلت:أراهما الآن بحرا بلا شاطئ،بعد أن استرحت إلى شاطئ.

كنت في زمان مضي أحب السباحة في البحار حتى فقدت القدرة
على أن أرى شواطئها،لكنني نسيت السباحة من زمن بعيد.
بل إنني أخاف لون البحر،ملوحته،أسماكه،وحشة الأيام فيه.
قالت:السباح الماهر لا ينسى السباحة أبدا.

قلت:لو غرق يوما ما عاد للسباحة مرة ثانية.

قالت:من ترى الذي غرق فينا؟،أنا غرقت قبلك.

قلت:أنتي غرقت قبلي،وأنا أنقذتك من الغرق.

قالت:وأنا.

قلت:دعينا من الماضي،انه يؤلمنا أحيانا.

قالت:كن صريحا.

قلت:أنا أنقذتك من الغرق،وقبل أن نصل إلي الشاطئ وجدت يدك تمتد وتلقيني بعيدا
وخرجت وحدك وابتلعتني الأمواج.

قالت:كنت أختبر مشاعرك.

قلت:وأنا كنت أختبر نبلك.

قالت:لا أتصور لك عمر غيري.

قلت:هو عمر خاسر.

قالت:ليس في الحب ربح وخسارة.

قلت:لست أنتي التي تتحدثين عن الربح والخسارة.

قالت:يقولون إن قلوب الشعراء تتسامح،ولكني أراك لا تتسامح.

قلت:حينما تلتئم الجراح،يمكن أن نتسامح،ولكن كيف يكون التسامح
ومازال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق.

قالت:مازلت تحبني..أراهنك،ادفع عمري..مازلت تحبني.

قلت:مازالت أوهامك القديمة..حينما تصورت أن الأشياء من واليك،
وأنني سأهاجر إلى كل بلاد الله،وليست لي بلادا غيرك،
أنتي واهمة،،ما ابعدنى عنك الآن وما أبعدك عنى.

قالت:ولكني أحبك..مازلت أحبك.

قلت:هذه الكلمة أهينت كثيرا،أهينت في أفلامنا،ومسلسلاتنا،وسلوكياتنا،ومعاملاتنا،
والكل يبيع،كم تكون الكلمة ذات معنى عندما تحترم،
وكم تكون رخيصة عندما تهان.

قالت:أنت رجل معقد،لا تثق في احد حتى في نفسك.

قلت:اكتشفت يا سيدتي أن نفسي هي الشيء الوحيد الذي ينبغي أن أحبه بلا مقابل،
فهي لا تطلب مني شيئا،وأنا اعتقد أنها تستحق هذا الحب.

قالت:هذا غرور وأنانية وجنون.

قلت:قد كنت أنتي غروري وجنوني يوم أحببتك،شعرت أنني أغنى أغنياء الأرض،
ولم يكن معي شيء يومها،وحلقت بك إلى أعلى السموات
حتى أصبح حبك نوعا من الجنون.
يا سيدتي لن تجدي مجنونا أخر يحبك مثلما أحببتك.

قالت:وأنا مازلت أحبك.

قلت:في أمريكا وأوربا الآن توجد أسواق لبيع الأجزاء البشرية،كالقلوب والعيون،
وليس ببعيد أن نجد يوما سوقا لبيع سنوات العمر،
وإذا حدث هذا فسوف أكون أول من يذهب
إلى هذه السوق،لاشتري مرة أخرى أيامي معك،
ربما أحبك مرة أخرى.


وحين افترقنا،،
تمنيت سوقا يبيع السنين
يعيد القلوب ويحيي الحنين
تمرد قلبي وقال انتهينا
ودعنا من العشق والعاشقين

السبت، 14 يونيو 2008

بالرغم منا قد نضيع فاروق جويده


قد قال لي يوماً أبي

إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب

وغدوت تلعق من ثراها البؤس

في الليل الكئيب

قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب

إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام

أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان

أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان

إن ضاقت الدنيا عليك

فخذ همومك في يديك

واذهب إلى قبر الحسين

وهناك صلي ركعتين

(2)

كانت حياتي مثل كل العاشقين

والعمر أشواق يداعبها الحنين

كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين

كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين

أو دعوة لله أن يرضى عليه

لكي يرى .. جد الحسين

قد كنت مثل أبي أصلي في المساء

وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء

أو أقرأ الكتب القديمة

أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء

(3)

وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب

ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي

وسط الضباب وفي الزحامِ

يهزني في مضجعي

ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب

أحشاؤها حُبلى بطفلٍ

غير معروف الهوية

أحزانها كرمادِ أنثى

ربما كانت ضحية

أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين

طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين

أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل

كم من دماء الناس

ينـزف دون جرح .. أو طبيب

لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل

هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام

ما أثقل الدنيا ...

وكل الناس تحيا .. بالكلام

(4)

وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء

أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف

جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف

ماتوا يريدون الرغيف

شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب

ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام

قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام

قد كان لي عقل يفجر

في صخور الأرض أنهار الضياء

لم يبق في الدنيا حياء

قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني

المجنونُ .. بين العقلاء

قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء

(5)

دربُ المدينة صارخُ الألوانِ

فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني

والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ

هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ

أبتاه .. أيامي هنا تمضي

مع الحزن العميق

وأعيشُ وحدي ..

قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق

دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق

تتربع الأحزانُ في أرجائه

ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق

(6)

ماذا ستفعل يا أبي

إن جئتَ يوماً دربنا

أترى ستحيا مثلنا ؟؟

ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا

وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا

وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب

أين المفر؟

والعمرُ يسرع للغروب

(7)

أبتاهُ .. لا تحزن

فقد مضت السنين

ولم أصلِّ .. في الحسين

لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي

لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء

بالرغم منا .. قد نضيع

بالرغم منا .. قد نضيع

من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟

من يجعل الغصنَ العقيمَ

يجيء يوماً .. بالربيع ؟

من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟

(8)

أبتاهُ

بالأمس عدتُ إلى الحسين

صليتُ فيه الركعتين

بقيت همومي مثلما كانت

صارت همومي في المدينةِ

لا تذوب بركعتين

..............

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

بائع الأحلام فاروق جويده



لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
................

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

لن أخدعكم مجددا


اليوم جئت هنا لكى أطلعكم على الحقيقه , اليوم لن أخدعكم مجدداً , لن أرسم لكم دنيا من خيالى.

اليوم سوف أطلعكم على دنيايا ولن أخفى عليكم شئ.

اليوم قد نظرت إليها بعين خالية من الخيال ورأيت كل شئ واضحاً.

دنيا بلا وفاء , نعم دنيا مليئه بالخيانه , بشر لا يعرفوا للوفاء معنى , بشر يتفننوا فى الخيانه.

أرى الدنيا الأن وكأنها صحراء جرداء بلا ماء وشمسها حارقه , تحرق فى بلا شفقه ولا رحمه

ويزداد ألمى منها يوم بعد يوم.

والأن سأحدثكم عن قلب فقد معنى الإحساس , قلب لم يعد يشعر بالفرحه

قلب لم يعد يعانى من آلام الخيانه لأنه تعود عليها

قلب يعيش لكى يتذوق كل يوم المزيد من الآلام , قلب قرر أن يموت ونبضه يوهم من حوله بأنه مازال يعيش

ودعونى أحدثكم عن عين أجهدها تحجر الدموع بداخلها , عين تريد أن تبكى ولكن لا تريد أن تظهر ضعفها

عين ترى كل من أحب يتخلى عنى ويتركنى ويذهب بعيداً

عين أجهدها معانى الخيانه, عين تخاف ان تنام فى هذه الدنيا , وان نمت فأترك فيها ثقب كبير

هذه هى دنياى وهذه هى جروحى بدون ألوان

دنيا نقلتها لكم من الواقع ولكن مع محاولات قليله بأن أجعلها تبدو جميله,

دنياى ولكن أخفيت عنكم منها الكثير .