الأحد، 6 يوليو 2008

رسوم فوق وجه الريح -- فاروق جويده


جلسنا نرسم الأحلام فى زمن بلا ألوان
رسمنا فوق وجة الريحِ عُصفورين
فى عش بلا جدران
أطل العش بين خمائل الصفصاف
لؤلؤة بلا شطأن
نسينا الأسم والميلاد والعنوان
ومزقنا دفاترنا
وألقينا هموم الأمس
فوق شواطىء النسيان
وقلنا.......لن يجىء الحزن بعد الأن
رأينا الفرح بين عيوننا يحبو
كطفل ضمة أبوان ....
رسمنا الحب فوق شفاهنا الظمأى
بلون الشوق والحرمان
رسمتك نجمة فى الأفق
تكبر كلما ابتعدت
فألقاها بكل مكان
رسمتك واحة للعشقِ
أسكنها ...وتسكنُنُى
ويهدأ عندها قلبان
جلسنا نرسم الأحلام
فى زمن بلا ألوان
وعدنا نذكر الماضى
وما قد كان
ووحش الليل يرصدنا
ويهدر خلفنا الطوفان ...
شربنا الحزن أكوابا ملوثةً
بدم القهر ....والبهتان
وعشنا الموت مرات
بلا قبر ... ولا أكفان
وجوة الناس تشبهنا
ملامحمهم ملامحنا
ولكن وجهنا وجهان
فوجة ضاع فى وطن
طغت فى أرضة الجرذان
ووجة ظل مسجونا بداخلنا ...
بلا قضبان
جلسنا نرسم الأحلام
فى زمن بلا ألوان
نسينا فى براءتنا
بلاداً تعبد الأصنام
تسجد فى رحاب الظلم
ترتع فى حمى الشيطان
نسينا فى براءتنا
وجوها علمتنا القتل
مذ كنا صغارا
نطعم القطط الصغيرة فى البيوت
ونعشق الكروان
بلادا تزرع الصبار
فى لبن الصغار
وتطعم العصفور ..... للغربان
جلسنا نرسم الأحلام فى زمن بلا ألوان
توحَّدنا ....
فلم نعرف لنا وطنا من الأوطان
تناثرنا ...
فصرنا فى ربوع الأرض
أغنية لكل لسان....
أحبك...
قلتها للفجرحين أطل فى وجهى
وعانقنى
وحطم حولى الجدران
أحبك...
قلتها للبحر والأمواج تحملتى لشط أمان
أحبك ...
قلتها لليل واللحظات تسرقُنا
فنرجو العمر لو أنا معاً طفلان
رمينا فوق ظهر الريح
أشلاءً مبعثرةً مِن التيجان
وقلنا نشترى زمناً
بلا زيفٍ .....
بلا كذبٍ .....
بلا أحزان ...
وقلنا نشترى وطناً
بلا قهرٍ ...
بلا دجلٍ ...
بلا سجًّــان ...


جلسنا نرسم الأحلام
فى زمنٍ .... بلا ألوان
توارى كل ما رسمت
على وجهى يدُ الطغيان
لتبقى ... صورة الاِنسان !!!!

الأربعاء، 25 يونيو 2008

انا لست أدرى من أنا


اليوم وقفت أمام أوراقى وأمسكت بقلمى وحاولت أن أكتب حتى أرى نفسى فى أوراقى.
منذ فتره وأنا بعيد عنهم , وأريد أن أرى إلى أى مدى إختلفت ملامحى.
أريد أن أرى إلى إى مدى إستطعت أن أمنع الزمان من أن يوثر فى ويزيد من أحزانى.

أمسكت قلمى وأوراقى وتركت القلم يسير على السطور , تركته يرسم ويخط مايريد.
والأن أراه قد إنتهى , فتأملت الصوره التى رسمها ولكنى رأيت وجهاً يختلف عن وجهى.
عينان أرى داخلهما ظلام دامس , وألمح نقطة من النور بعيدةً فيها ولكنها تريد أن تتجاهلها.
رأيت وجهاً شاحبا , ترتسم عليه ملامح وكأنها علامات من الزمان.
فم مغلق وكأنه انقضت على أخر إبتسامه له قرن من الزمان.
حاولت أن أتأمل هذه اللوحه الصغيره , حاولت أن أفسر ماحدث لها . أفسر ماحدث لوجهى حتى تحول إلى هذا الوجه الغريب.
تخيلت أن الزمان محارب عملاق يمسك بيديه قوساً ويمتطى حصان عملاق , وتخيلت نفسى رجل ضعيف أعزل .
يرمينى هذا الفارس بمئات الأسهم فى اليوم ,وأحاول أن أتفاديها , ولكن إلى أى مدى قد أصمد أمامه؟!
يوم؟ يومين ؟ ثلاثه........

لم أصمد طويلاً أمامه... وسقطت بعد أن خارت قوايا

والأن أنظر إلى نفسى وأتعجب لحالى ... فقد كنت أصمد أكثر من ذلك..
أصمد اعواما وأعوام... ولكنى اليوم سقطت أمام الزمان

هل تعرفون لماذا سقطت اليوم؟؟؟؟

لأنى لم أعد أرى فى الحياة حياه , لم أعد أرى فى الناس وفاء , لم أعد أرى فى الخائنين حياء ....
إنهالت على سهام الخيانه من كل الجوانب... لم أعد أملك سبب واحد يجعلنى أقوى على الصمود..
فقدت كل شئ وأصبح لا أملك فى الحياة أى شئ..

والأن سوف أنهض!!!!!!!!!!!!
ولكن لن أقف لكى أصمد , ولكنى سأقف وأستعد للرحيل.
سأرحل ربما اليوم أو بعد بعض يوم.................

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

تمنيت سوقـا يبيع السنين فاروق جويده

كانت تجلس أمامي تمثالا لا نبض فيه ولا حياة،
وأنا أجلس أمامها تلا من الثلوج جمعه فصل شتاء طويل،
وبيننا عشرات المرايا المكسرة، وخلفنا سنوات عمر جميل
تذكرني بالأطفال في ساعات الرحيل حينما يعلو صراخهم.
لم أكن اسمعها،ولم تكن هي أيضا تسمعني، وتقطعت كل أسلاك
التليفونات حولنا وذابت حرارة الأشياء.
كنا نحتاج إلى عشرات العدسات المكبرة لكي يرى كل منا الأخر،
رغم أن المسافة بيننا بطول الذراع.
كانت عيناها باهتتين ووجهها شاحبا وهزيلا.
وأنا غارق في سحابات الأمس البعيد، لم تتكلم،ولم يكن عندي
ما أقوله،كل المشاعر انسحبت وتراجعت كالجيوش المنكسرة،
كنت أشعر أنها تحاول أن تستجدي الكلمات ولكن دون جدوى.

وحاولت أن اكسر برودة اللقاء وأقول شيئا،أي شيء.

قلت لها ضاحكا:اخلعي نظارتك السوداء حتى أراك.

قالت:تقصد ترى عيني.

قلت:ربما.

قالت:كيف تراهما الآن بعد سنوات الفراق الطويلة.

قلت:أراهما الآن بحرا بلا شاطئ،بعد أن استرحت إلى شاطئ.

كنت في زمان مضي أحب السباحة في البحار حتى فقدت القدرة
على أن أرى شواطئها،لكنني نسيت السباحة من زمن بعيد.
بل إنني أخاف لون البحر،ملوحته،أسماكه،وحشة الأيام فيه.
قالت:السباح الماهر لا ينسى السباحة أبدا.

قلت:لو غرق يوما ما عاد للسباحة مرة ثانية.

قالت:من ترى الذي غرق فينا؟،أنا غرقت قبلك.

قلت:أنتي غرقت قبلي،وأنا أنقذتك من الغرق.

قالت:وأنا.

قلت:دعينا من الماضي،انه يؤلمنا أحيانا.

قالت:كن صريحا.

قلت:أنا أنقذتك من الغرق،وقبل أن نصل إلي الشاطئ وجدت يدك تمتد وتلقيني بعيدا
وخرجت وحدك وابتلعتني الأمواج.

قالت:كنت أختبر مشاعرك.

قلت:وأنا كنت أختبر نبلك.

قالت:لا أتصور لك عمر غيري.

قلت:هو عمر خاسر.

قالت:ليس في الحب ربح وخسارة.

قلت:لست أنتي التي تتحدثين عن الربح والخسارة.

قالت:يقولون إن قلوب الشعراء تتسامح،ولكني أراك لا تتسامح.

قلت:حينما تلتئم الجراح،يمكن أن نتسامح،ولكن كيف يكون التسامح
ومازال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق.

قالت:مازلت تحبني..أراهنك،ادفع عمري..مازلت تحبني.

قلت:مازالت أوهامك القديمة..حينما تصورت أن الأشياء من واليك،
وأنني سأهاجر إلى كل بلاد الله،وليست لي بلادا غيرك،
أنتي واهمة،،ما ابعدنى عنك الآن وما أبعدك عنى.

قالت:ولكني أحبك..مازلت أحبك.

قلت:هذه الكلمة أهينت كثيرا،أهينت في أفلامنا،ومسلسلاتنا،وسلوكياتنا،ومعاملاتنا،
والكل يبيع،كم تكون الكلمة ذات معنى عندما تحترم،
وكم تكون رخيصة عندما تهان.

قالت:أنت رجل معقد،لا تثق في احد حتى في نفسك.

قلت:اكتشفت يا سيدتي أن نفسي هي الشيء الوحيد الذي ينبغي أن أحبه بلا مقابل،
فهي لا تطلب مني شيئا،وأنا اعتقد أنها تستحق هذا الحب.

قالت:هذا غرور وأنانية وجنون.

قلت:قد كنت أنتي غروري وجنوني يوم أحببتك،شعرت أنني أغنى أغنياء الأرض،
ولم يكن معي شيء يومها،وحلقت بك إلى أعلى السموات
حتى أصبح حبك نوعا من الجنون.
يا سيدتي لن تجدي مجنونا أخر يحبك مثلما أحببتك.

قالت:وأنا مازلت أحبك.

قلت:في أمريكا وأوربا الآن توجد أسواق لبيع الأجزاء البشرية،كالقلوب والعيون،
وليس ببعيد أن نجد يوما سوقا لبيع سنوات العمر،
وإذا حدث هذا فسوف أكون أول من يذهب
إلى هذه السوق،لاشتري مرة أخرى أيامي معك،
ربما أحبك مرة أخرى.


وحين افترقنا،،
تمنيت سوقا يبيع السنين
يعيد القلوب ويحيي الحنين
تمرد قلبي وقال انتهينا
ودعنا من العشق والعاشقين