الخميس، 25 ديسمبر 2008

عام من التدوين


فى الأيام القليله الماضيه , أتممت عام كاملاَ من التدوين
عشت تجربه جديده , أسلوب جديد ومررت بمشاكل كثيره ولحظات سعاده لم أعرف كانت قصيره أم كانت طويله
ولكن الجديد فى هذا العام , إنى حاولت أن أسجل بعض من هذه اللحظات .
اليوم قمت بالتجول فى مدونتى , قرأت جميع مواضيعها , نظرت إلى نفسى من خلال تلك المواضيع والخواطر . ضحكت قليلا وتأثرت حزناَ كثيراَ.
ولكن الشعور الذى تغلب على بعد إنتهائى من القراءه هو الفرحه , أشعر بالفرحه الشديده لخوضى هذه التجربه , التى أقل مايقال فيها إنها تجربه رائعه بالنسبه لى بكل المقاييس, فأنا أملك الأن شبه سجل من مذكرات عام مضى , وإن لم أكن كاتب أغلب الموضوعات ولكن كل موضوع فى هذه المدونه يعبر عنى , يعبر عن إحساسى وقتما نقلته أو كتبته فى المدونه

أريد أن أتعرف على إنطباعكم عن مدونتى .... مايعجبك فيها ومالا يعجبك
أريد نقد بناء , حتى أحاول أن أغير ما لا يعجبك بها ( إن كان بمقدورى أن أغيره)

وشكرا لزيارتكم لمدونتى

الخميس، 18 ديسمبر 2008

عندما إستسلمت لتيار الحياه


كعادتى كلما شعرت أنى أضيع وأجد نفسى غريبا أمام نفسى أمسك قلمى وأوراقى لأستكشفنى من جديد . أرسم نفسى بكلماتى لأرى لأاى مدى تغيرت , لأى مدى وصلت بى الدنيا .
ولكن اليوم حين أمسكت قلمى وجدتنى غريباً عن قلمى غريباَ بين أوراقى , كما أنا غريباَ عن نفسى. حاولت أن أخط بقلمى أى كلمات تعبر عنى فعجز عن ذلك القلم , حاولت أن ألقى بنفسى داخل أوراقى لتحضنى سطورها كما تعودت ولكنها فشلت أن تحيطنى هذه المره.
قررت أن أستسلم للشخص الغريب الموجود داخلى, قررت أن أتعايش مع وضعى الجديد . قررت أن أكون أنا كما لا يجب أن أكون أنا .

إختلفت نظرتى للحياه, أشعر وكأن العمر يجرى وأنى أشيب وكأن العمر يمر بى وكأنه عشرة أعوام,وكل شئ حولى لا يشيب.
كل شئ كما هو ولا أحد يكترث لحالى بقيت كما رحلت , هنا مثلما ليس هنا . أشعر وكأنى أنظر إلى الدنيا من خلف سور عازل أرى كل شئ ولا أبدوا ظاهرا أمام أى أحد
يقتلنى الفراغ وتفترس الوحده أيامى.
أكتب هذه الكلمات من داخل تلك الحجره , وأنتظر الأمل حتى أكون قادراَ على محاولة بلوغها.
ولكن هل ترى كلامى يبدوا أمامكم أم أنه مختفى مثلى؟!!! أم أنه أمامكم ولكن تتجاهلوه؟!!!!!!!

الكاتب: شخص لا أستطيع أن أقول أنه أنا

الأربعاء، 12 نوفمبر 2008

قلبى ليس كقلوبهم


هذه المره سأدع قلمى يكتب ويتحدث عما بداخلى , بدون أن أراجعه
ٍسأجعله يتحدث عن كل مايريد , سيكتب عنى وعن الآخرين , لأكشف لهم من أنا , من هو الإنسان الذى إلتزم الصمت طوال الفتره الماضيه, وكنت أظن أنهم يفهمونى , ولكن ماحدث أنهم أخطأوا فهمى .

سأتحدث عن من أحببت وتغيروا , أحببتهم ورسمتهم فى أحلامى , جعلت لهم أدواراَ فى خيالاَ رسمته بأقلامى, أخلصت لهم ووفيت ماعشت من أيامى , وفى النهايه قوبل وفائى بالخيانه ولم يكترثوا لآلامى.

سأتحدث عن نفسى بعد أن أفقت من آلام الأيام , سأتحدث بعد أن رأيت نفسى أظهر مجدداّ فى المرآه أمامى.
وجدت نفسى أخيراّ , إستعدت ملامح وجهى القديم , حررت نفسى وفككت قيودى وخرجت لأتحدث عن نفسى مجدداَ ,

أحببتكم وتمنيت أن تمتد أحلامى لتغزوا واقعى حتى أعيش لحظات السعاده دقائق أو ساعات . أحببتكم وجعلتكم هدفاَ أردت أن أصل إليه.
إخترت لكم أن تكونوا فوق كل شئ وكان إختياركم لى جرحى , كان إختياركم لى آلامى , كان إختياركم أن تلقوا بى وسط صحراء لا يوجد بها حياة , فقدت فيها كل شئ حتى نفسى , فقدت فيها ملامح وجهى , وسرت فيها وأنا شخصاَ أخر , حتى أصبحت أن ليس أنا .

ضعت بها طويلا , وتفاقمت جروحى كثيراَ ولكنى صبرت وتحمل قلبى كل هذه الجراح, رأيت بهذه الصحرا كثيراّ من أعين الماء , تبدو أجمل مما تصورت , ولكنى عندما إقتربت وجدتها ما هى إلا سراب , أصبحت دنياى من بعيد تبدو جميله وكلما إقتربت إنقلب جمالها قبح وجحيم.

إنما اليوم , إستطعت أن أتخلص من كل جراح قلبى , وخرجت من محنتى فوجدت أصدقائى ينظرونى , قلمى وأوراقى .
وجدتهم هنا ينتظرونى لأن أكتب بنفس روح الكاتب الذى تعرفوا عليه منذ زمن .

ولكنى اليوم حينما كتبت لكم , خفق قلبى مجدداَ ,فأنا لست أكرهكم , ولكن لا أريدكم.
أتمنى لكم أن تعيشوا حياة سعيده وتحققوا كل ماتتمنون ولكن بعيداَ عنى......

أتمنى ألا تفعل بكم الدنيا كما فعلت بى , أتمنى لكم كل خير.......
بعد أن تقرأوا كلامى هذا ربما اليوم وربما بعد أكثر من يوم وربما بعد سنوات

أريدكم فقط أن تعرفوا أن " قلبى ليس كقلوبكم"

الخميس، 6 نوفمبر 2008

ورقه وقلم


اليوم نظرت إلى أوراقى وقلمى فوجدتهما قد غطاهم التراب , فات الكثير من الوقت ولم أفكر أن ألجأ لهما , عشت فتره كبيره أعيش فى الدنيا دون أن أراها .
إخترت أن أسمع ما أحب وأرى ما أحب فقط , وأتجاهل كل ما يسئ إلى فى الدنيا , ولكنى اليوم نظرت إلى نفسى فوجدتنى قد إقتربت من حالة إنعدام الإحساس.
نعم , بدون أوراقى وقلمى أنا معدوم الإحساس. إخترت أن أعود إليهما حتى أرى الدنيا ومايحدث فيها , هل تغيرت وتحسنت ؟! أم مازالت كما هى ؟
هل أصبح الحبيب يفى لحبيبه ولا يغدر به ؟ أم أن الخيانة تملكت من كل العشاق؟
هل أصبح الصديق يفى لصديقه؟ أم أن الغدر قد استولى على القلوب ؟
أريد أن أرى الدنيا تبتسم , أريد أن أرى الدنيا آمنه بلا غدر ولا كذب ولا خداع , أريد أن أحافظ على قلبى وأنا أحيا بهذه الدنيا.
أريد أن أحيا فى الدنيا دون أن تستمر فى صفعى بصفعاتها المؤلمه .
أريد بإختصار أن أحيا كإنسان وأن تعاملنى الدنيا من هذا المنطلق

من اليوم قد أخذت قرار بعودتى إلى أوراقى وقلمى , سأعيش وأسمع وأرى كل ماحولى , سأحاول بقلمى أن أغير ما أستطيع
سأكتب وأسجل كل شئ , لن أمر من هنا مرور الكرام , ولكنى سأبدأ اليوم فى وضع بصمتى فى هذا الزمان

بإختصار , أعلن اليوم بدأ الحرب بينى وبين هذا الزمان , حربا شريفه من جانبى وله أن يختار مايريد من أنواع الأسلحه لمنازلتى.
حرب نهايتها من الممكن أن تكون بنهايتى وممكن أن تستمر من بعدى , وعندئذ أكون قد أثبت نقسى

الأحد، 26 أكتوبر 2008

هل تجمعنا الأيام؟! فاروق جويدة

قالت وأنا أودعها ذات مساء حزين: هل تجمعنا الأيام مرة أخرى؟
قلت: لولا الأمل ما تحملنا كآبة الحياة .. إنه الشمعة الوحيدة التي تضيء عيوننا حينما تظلم كل الأشياء..
كنت أعلم أن لقاءنا يبدو كسحابة بعيدة لن تتوقف مسيرتها، وأن قدرنا أن نجري وراءها نطاردها، نحاول أن نراها من بعيد، نسقط أحيانا.. ونقف أحيانا، ولكننا نعدو خلف هذه السحابة، نرى فيها كل الأشياء..نرى الحب فيها، ونرى العطاء والأمن والمأوى..



لم يكن باستطاعتنا أن نصعد إليها، وهي لن تهبط من مسارها البعيد..
قالت: ربما تنسيك الأيام أنني أحببتك يوما..زحمة الأشياء تنسينا أحيانا قيمتها.
قلت: يوما معك أبيع من أجله سنوات طويلة من عمري..الأيام ليست بأعدادها، الأيام بجمالها..
ماذا تساوي ملايين من الأوراق المالية المزورة..سوف تحرق وتلقى في صناديق القمامة، وما أكثر الأيام المزورة في حياتنا..إنها كثيرة !!



ما أكثر ساعات الزيف والدجل والنفاق..وما أقل ساعات الصدق !!
أجمل ما في الحب صدقه، إنني معك أعرف قيمة صدقي وأعرف أيضا كم يسرق الزيف أياما طويلة من عمري..
إنني سوف أذكرك دائما لأنني كثيرا ما أشتاق صدقي.
قالت: ولكنك شاعر..والمرأة عندك قصيدة..
قلت: ليست المرأة عندي قصيدة..إنها نقطة ضوء أجري خلفها كلما اشتد الظلام حولي..أجد فيها الأمن والمأوى.
والضوء ينير لنا أحيانا..ولكنه كثيرا ما يحرقنا..!!
والمرأة عندي ضوء وحريق..كثيرا ما تضيء لكي تحرق رغم أن الله خلقها لتكون ضوءا..لكن الزمن علمها أن تجمع الفراشات حولها وكثيرا تزهو بالضحايا.



ليست المرأة مجرد قصيدة عندي، وساعة مع امرأة أحبها أجمل عندي من كل ما كتب الشعراء..إنني أكتب الشعر لأنني عاشق وليس لأنني شاعر، فما أكثر الشعراء وما أقل العشاق .
أجمل ما في العشق الصدق، وأجمل ما في الصدق الشعر..إن الصدق يجعل منا شعراء، ولكن الشعر لا يخلق فينا الصدق.
قالت: المسافات بيننا بعيدة، كلانا غريب، وكلانا لا يعرف لنفسه أرضا أو زمانا..




قلت: الحب لا يعرف الأوطان، والشوق لا يعرف حدود الأشياء، سوف أشتاقك ولو فرقت بيننا بحار الدنيا، وسوف أحبك وأنا هنا..وأنت هناك.
سوف أراك بأشياء أعمق من عيني، وسوف أحسك بأشياء أصدق من حسي، سوف ألقاك وإن كنت بعيدة، وأسمعك وليس بيننا كلام، وأشم عطرك وإن كنت خارج حدود الأرض..!!
كان المساء حزينا .. وكان وجهها شاحبا
وكانت الشوارع الخالية تذكرني بساعات الوحدة التي تتلقفني من بعيد..
كان قلبي ينزف في داخلي .. والأماني تترنح في أعماقي
وكنت أسأل نفسي ولا أريد أن أسألها..
هل تجمعنا الأيام مرة أخرى؟!




وغاب السؤال في أعماقنا .. ومازلنا ننتظر.

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

دموع الكلمات --- فاروق جويده


جاءت تزورني بعد سنوات فراق طالت..اقتحمت صمتي،كسرت كل تلال الأيام التي وقفت بينها وبيني طوال هذه السنوات..
لم تسأل عني مرة واحدة،ولم أحاول أن اسأل عنها..ربما كبرياء رجل،ربما لأنني لا أريد اقتحام حياة اختارتها لنفسها مع رفيق غيري،ربما لأنني أردت أن أنهي الرواية حسب ما أحب أنا وليس على طريقة مخرجي الأفلام العربية..
كنت أريد أن أبقيها في نفسي،كنت أريد أن أجعلها شيئا في داخلي،كنت أريد أن تظل صورتها بكل ملامح الدفء والعطاء فيها.
إننا عادة نحاول أن ننسف كل الجسور مع أحبائنا قبل أن نتركهم،ولكنني كنت حريصا لا أدري لماذا أن أبقي كل شيء معها في داخلي.
وجاءت تزورني..تغيرت فيها بعض الأشياء..لم أحاول أن أسبح في ملامح وجهها..ولكنني توقفت عند منطقة آمنة أحببتها فيها "نظرت في عينيها"..كانت هناك دمعة مصلوبة..لا هي سقطت،ولا هي تراجعت..ظلت حائرة في عينيها وأنا أنظر نحوها.


قالت: كيف أحوالك؟
قلت: أعيش لأكتب..وجدت أن صداقة الكلمة تعوضني عن أشياء كثيرة لا أجدها مع الناس..
قالت: وما أخبار قلبك؟
قلت: يذكرك كثيرا..
قالت: متى..؟
قلت: في كل وقت أشعر فيه أنني وحدي..وأنا دائم الشعور بالوحدة.
قالت: جئت أودع معك عاما وأستقبل عاما..وأقول لك كل سنة وأنت أسعد..
قلت: كنت أريد أن أقول لك منذ يومين كل سنة وأنت طيبة،كان عيد ميلادك..
قالت: أمازلت تذكره..؟
قلت: لم أنس أشياء كثيرة معك،فكيف أنسى عيد ميلادك؟!،نسيت فقط جنونك القديم..
قالت: هل كنت مجنونة..؟
قلت: نعم..كنت مجنونة،وأنا أيضا كنت أكثر جنونا.
قالت: حقا..كنا مجانين يوم أن قررنا أن نفترق.
قلت: وكيف حالك بعدي..؟
قالت:
أصبحت أؤمن أننا نعيش أقدارنا..لا نعيش حسب ما نحب، إننا لا نختار شيئا،إننا فقط ننفذ خطة رسمت لنا وعلينا أن نقوم بها ولا نناقشها،مثل القطار لا يستطيع أن يمشي أبدا بلا قضبان.
إنني أحببتك..لا أدري كيف،وأعيش بعيدة عنك ولا أدري لماذا،ولا أعرف ماذا سيحدث غدا..لقد استرحت بعدك لأنني لم أعد أتساءل كثيرا..

قلت: وهل التساؤل جريمة!!..إنه أفضل شيء في الإنسان.
قالت: لقد حملتني معك إلى تساؤلات بلا إجابة..فاحترت أنت،وتمزقت أنا!!
قلت: لماذا لا تسألين عني..؟
قالت:
لا أنا حبيبة..وفشلت أن أصبح صديقة.
لهذا فضلت أن أبقى بعيدة..مازلت أشعر بألم شديد كلما سمعت أخبارك أو قرأت عنك..
حتى قصائدك أشعر بنزيفها في صدري،وكثيرا ما أتوقف ولا أستطيع أن أكمل القصيدة..

قلت: هل أراك قريبا..؟
قالت: ربما..لا أستطيع أن أعدك،شعرت بشوق جارف إليك كثيرا ما أشعر به..وضعفت اليوم فقط رغم أنني قاومته سنوات.
قلت: لن تصدقيني،ولن يصدقني أحد إذا قلت لك أنني كنت أفكر فيك في نفس اللحظة التي وجدتك فيها أمامي..
قالت: الحب الحقيقي لا يموت..يتوارى في داخلنا،يشعر بتجاهلنا له..ولكنه فجأة يصيح في داخلنا.
قلت: نسيت أن أطلب لك فنجانا من القهوة..
قالت: ربما نشربه معا بعد أعوام.
قلت: مازال فيك تفاؤلك القديم.
قالت: مازلت تقول أنك لن تعيش طويلا.
قلت: لم يعد يعنيني العمر..العمر ليس سنوات نعيشها،العمر أشياء تعيش في داخلنا لأن هناك أشياء لا نذكر منها شيئا..وأنا أعيش معك دائما..

ألم أقل لك يوما..

سوف ألقاك حياة
في زمان ميت الأنفاس..ممسوخ الرفات
سوف ألقاك عبيرا
بين يأس الناس عذب الأمنيات
دائما أنت بقلبي
رغم أن الأرض ماتت
رغم أن الحلم مات
ربما ألقاك يوما
في دموع الكلمات

الأحد، 28 سبتمبر 2008

لوحة وفرشاه


اليوم طرأ إلى ذهنى سؤالاً هاماَ.
لماذا نترك حياتنا تسير ونحن نقف ونكتفى بالمشاهده؟
أليست هذه حياتنا , وما تحتوى من أحداث تُحتسب من عمرنا؟!

حقيقةَ لم أجد جوابا على هذا السؤال , فتركت العنان لخيالى لينطلق بحثا عن جواب , قد يريح ذهنى أو يزيد مابه نت إنقلاب.

تخيلت ان حياتى مجرد لوحه , وفى بدايتها كانت مجرد لوحة بيضاء , وتخيلت نفسى مجرد مشاهد يستمتع برؤية الفرشاه وهى ترسم تلك اللوحه, تخط بها خطوطاَ وتزينها بالألوان .

لكن لماذا أرى فى لوحتى لونين فقط ؟ !

اللون الأبيض وقلما أراه حتى الأن فى لوحتى , واللون الأسود الذى يسود تلك اللوحه؟؟

ومع مشاهدتى للوحه وهى تكتمل تبدل عندى شعور الإستمتاع إلى الشعور بالمأساه لما أراه فيها من أحداث.
خيانة الحبيب والصديق وخيانة الأمانه , وعدم مراعاة الشعور ولك ماتريد من أشكال الخيانه والخداع
ووسط هذه الغيمة السوداء وجدت فى لوحتى نقطة بيضاء.
وأجد ان هذه النقطه من الممكن ان تكون حافزا لإكمال اللوحه والعمل على زيادة نقطها البيضاء.

أعلم أن خيالى لم يساعدنى فى الوصول إلى الحل , ولكنى أظن أننى قد إقتربت.

ولكن سؤالى هنا "هل الحياه مجرد لوحه والقدر هو الفرشاه؟".
وهل سوف أستطيع أن أسيطر على الفرشاه و أزيد نقاط لوحتى البيضاء, أم ستتحكم هى بى وترسم ماتشاء؟

أتمنى أن تشاركونى الرأى ....

وفى إنتظار أرائكم


الثلاثاء، 16 سبتمبر 2008

My Favourit Films

A Walk To Remember














Untamed Heart




























This is the best films i've ever seen

الاثنين، 4 أغسطس 2008

لأني أحبك-- فاروق جويده


تعالي أحبك قبل الرحيل

فما عاد في العمر غير القليل

أتينا الحياة بحلمٍ بريءٍ فعربد فينا زمانٌ بخيل

*** ***

حلمنا بأرضٍ تلم الحيارى وتأوي الطيور وتسقي النخيل

رأينا الربيع بقايا رمادٍ ولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل

حلمنا بنهرٍ عشقناهُ خمراً رأيناه يوماً دماءً تسيل

فإن أجدب العمرُ في راحتيَّ فحبك عندي ظلالٌ ونيل

وما زلتِ كالسيف في كبريائي يكبلُ حلمي عرينٌ ذليل

وما زلت أعرف أين الأماني وإن كان دربُ الأماني طويل

*** ***

تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌ فما زلتُ أحلمُ بالمستحيل

تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌ وفي الليل

يضحكٌ بدرٌ جميل أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّ أحبك واليأسُ قيدُ ثقيل

وتبقين وحدكِ صبحاً بعيني إذا تاه دربي فأنتِ الدليل

*** ***

إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاً وبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل

فإني خُلقتُ بحلم كبير وهل بالدموع سنروي الغليل ؟

وماذا تبقّى على مقلتينا ؟ شحوبُ الليالي وضوء هزيل

تعالي لنوقد في الليل ناراً ونصرخ في الصمتِ في المستحيل

تعالي لننسج حلماً جديداً نسميه للناس حلم الرحيل

وقت الرحيل


لأول مره فى حياتى أشعر بأنى أريد أن أسجل لحظه من لحظات حياتى وكأنها لحظة تاريخيه.اليوم قد أنهيت أخر مرحله من مراحل تغيير محل إقامتى إلى المحله الكبرى....حتى الأمس كنت أعيش وسط ناس أعرفهم ويعرفوننى , أحببتهم وأحبونى وقضيت معهم عشرون عاما او تزيد من حياتى .ولكنى اليوم أجد نفسى وسط عالم جديد , عادات وتقاليد إلى حد ما تختلف عن عاداتى وتقاليدى التى تعودت عليها.ولكن هذا لا يعنى أننى لا أحب المكان الجديد , أحبه وتمنيت دوماً ان أعود إليه لأنه موطنى الأصلى وسط أهلى وأقاربى.ولكن الانثقال والرحيل بعد هذه الفتره الطويله كان شيئاَ صعباَ....
لا أريد أن أزيد من الكلام فى هذا الموضوع .. لأنى لن أنسى هذا الشعور الذى أعيشه حالياَ ولكنى أردت أن تكون هذه اللحظه مسجلةَ عندى حتى ان أطال الله فى عمرى وشغلتنى هموم الدنيا لا أنسى هذه اللحظات....
ولكنى أريد أن أقول أن أفضل لحظات فى حياتى قد عشتها فى بلدتى القديمه(بلقاس ), ولكن دائماَ يأتى وقت الرحيل............

الأحد، 6 يوليو 2008

رسوم فوق وجه الريح -- فاروق جويده


جلسنا نرسم الأحلام فى زمن بلا ألوان
رسمنا فوق وجة الريحِ عُصفورين
فى عش بلا جدران
أطل العش بين خمائل الصفصاف
لؤلؤة بلا شطأن
نسينا الأسم والميلاد والعنوان
ومزقنا دفاترنا
وألقينا هموم الأمس
فوق شواطىء النسيان
وقلنا.......لن يجىء الحزن بعد الأن
رأينا الفرح بين عيوننا يحبو
كطفل ضمة أبوان ....
رسمنا الحب فوق شفاهنا الظمأى
بلون الشوق والحرمان
رسمتك نجمة فى الأفق
تكبر كلما ابتعدت
فألقاها بكل مكان
رسمتك واحة للعشقِ
أسكنها ...وتسكنُنُى
ويهدأ عندها قلبان
جلسنا نرسم الأحلام
فى زمن بلا ألوان
وعدنا نذكر الماضى
وما قد كان
ووحش الليل يرصدنا
ويهدر خلفنا الطوفان ...
شربنا الحزن أكوابا ملوثةً
بدم القهر ....والبهتان
وعشنا الموت مرات
بلا قبر ... ولا أكفان
وجوة الناس تشبهنا
ملامحمهم ملامحنا
ولكن وجهنا وجهان
فوجة ضاع فى وطن
طغت فى أرضة الجرذان
ووجة ظل مسجونا بداخلنا ...
بلا قضبان
جلسنا نرسم الأحلام
فى زمن بلا ألوان
نسينا فى براءتنا
بلاداً تعبد الأصنام
تسجد فى رحاب الظلم
ترتع فى حمى الشيطان
نسينا فى براءتنا
وجوها علمتنا القتل
مذ كنا صغارا
نطعم القطط الصغيرة فى البيوت
ونعشق الكروان
بلادا تزرع الصبار
فى لبن الصغار
وتطعم العصفور ..... للغربان
جلسنا نرسم الأحلام فى زمن بلا ألوان
توحَّدنا ....
فلم نعرف لنا وطنا من الأوطان
تناثرنا ...
فصرنا فى ربوع الأرض
أغنية لكل لسان....
أحبك...
قلتها للفجرحين أطل فى وجهى
وعانقنى
وحطم حولى الجدران
أحبك...
قلتها للبحر والأمواج تحملتى لشط أمان
أحبك ...
قلتها لليل واللحظات تسرقُنا
فنرجو العمر لو أنا معاً طفلان
رمينا فوق ظهر الريح
أشلاءً مبعثرةً مِن التيجان
وقلنا نشترى زمناً
بلا زيفٍ .....
بلا كذبٍ .....
بلا أحزان ...
وقلنا نشترى وطناً
بلا قهرٍ ...
بلا دجلٍ ...
بلا سجًّــان ...


جلسنا نرسم الأحلام
فى زمنٍ .... بلا ألوان
توارى كل ما رسمت
على وجهى يدُ الطغيان
لتبقى ... صورة الاِنسان !!!!

الأربعاء، 25 يونيو 2008

انا لست أدرى من أنا


اليوم وقفت أمام أوراقى وأمسكت بقلمى وحاولت أن أكتب حتى أرى نفسى فى أوراقى.
منذ فتره وأنا بعيد عنهم , وأريد أن أرى إلى أى مدى إختلفت ملامحى.
أريد أن أرى إلى إى مدى إستطعت أن أمنع الزمان من أن يوثر فى ويزيد من أحزانى.

أمسكت قلمى وأوراقى وتركت القلم يسير على السطور , تركته يرسم ويخط مايريد.
والأن أراه قد إنتهى , فتأملت الصوره التى رسمها ولكنى رأيت وجهاً يختلف عن وجهى.
عينان أرى داخلهما ظلام دامس , وألمح نقطة من النور بعيدةً فيها ولكنها تريد أن تتجاهلها.
رأيت وجهاً شاحبا , ترتسم عليه ملامح وكأنها علامات من الزمان.
فم مغلق وكأنه انقضت على أخر إبتسامه له قرن من الزمان.
حاولت أن أتأمل هذه اللوحه الصغيره , حاولت أن أفسر ماحدث لها . أفسر ماحدث لوجهى حتى تحول إلى هذا الوجه الغريب.
تخيلت أن الزمان محارب عملاق يمسك بيديه قوساً ويمتطى حصان عملاق , وتخيلت نفسى رجل ضعيف أعزل .
يرمينى هذا الفارس بمئات الأسهم فى اليوم ,وأحاول أن أتفاديها , ولكن إلى أى مدى قد أصمد أمامه؟!
يوم؟ يومين ؟ ثلاثه........

لم أصمد طويلاً أمامه... وسقطت بعد أن خارت قوايا

والأن أنظر إلى نفسى وأتعجب لحالى ... فقد كنت أصمد أكثر من ذلك..
أصمد اعواما وأعوام... ولكنى اليوم سقطت أمام الزمان

هل تعرفون لماذا سقطت اليوم؟؟؟؟

لأنى لم أعد أرى فى الحياة حياه , لم أعد أرى فى الناس وفاء , لم أعد أرى فى الخائنين حياء ....
إنهالت على سهام الخيانه من كل الجوانب... لم أعد أملك سبب واحد يجعلنى أقوى على الصمود..
فقدت كل شئ وأصبح لا أملك فى الحياة أى شئ..

والأن سوف أنهض!!!!!!!!!!!!
ولكن لن أقف لكى أصمد , ولكنى سأقف وأستعد للرحيل.
سأرحل ربما اليوم أو بعد بعض يوم.................

الثلاثاء، 17 يونيو 2008

تمنيت سوقـا يبيع السنين فاروق جويده

كانت تجلس أمامي تمثالا لا نبض فيه ولا حياة،
وأنا أجلس أمامها تلا من الثلوج جمعه فصل شتاء طويل،
وبيننا عشرات المرايا المكسرة، وخلفنا سنوات عمر جميل
تذكرني بالأطفال في ساعات الرحيل حينما يعلو صراخهم.
لم أكن اسمعها،ولم تكن هي أيضا تسمعني، وتقطعت كل أسلاك
التليفونات حولنا وذابت حرارة الأشياء.
كنا نحتاج إلى عشرات العدسات المكبرة لكي يرى كل منا الأخر،
رغم أن المسافة بيننا بطول الذراع.
كانت عيناها باهتتين ووجهها شاحبا وهزيلا.
وأنا غارق في سحابات الأمس البعيد، لم تتكلم،ولم يكن عندي
ما أقوله،كل المشاعر انسحبت وتراجعت كالجيوش المنكسرة،
كنت أشعر أنها تحاول أن تستجدي الكلمات ولكن دون جدوى.

وحاولت أن اكسر برودة اللقاء وأقول شيئا،أي شيء.

قلت لها ضاحكا:اخلعي نظارتك السوداء حتى أراك.

قالت:تقصد ترى عيني.

قلت:ربما.

قالت:كيف تراهما الآن بعد سنوات الفراق الطويلة.

قلت:أراهما الآن بحرا بلا شاطئ،بعد أن استرحت إلى شاطئ.

كنت في زمان مضي أحب السباحة في البحار حتى فقدت القدرة
على أن أرى شواطئها،لكنني نسيت السباحة من زمن بعيد.
بل إنني أخاف لون البحر،ملوحته،أسماكه،وحشة الأيام فيه.
قالت:السباح الماهر لا ينسى السباحة أبدا.

قلت:لو غرق يوما ما عاد للسباحة مرة ثانية.

قالت:من ترى الذي غرق فينا؟،أنا غرقت قبلك.

قلت:أنتي غرقت قبلي،وأنا أنقذتك من الغرق.

قالت:وأنا.

قلت:دعينا من الماضي،انه يؤلمنا أحيانا.

قالت:كن صريحا.

قلت:أنا أنقذتك من الغرق،وقبل أن نصل إلي الشاطئ وجدت يدك تمتد وتلقيني بعيدا
وخرجت وحدك وابتلعتني الأمواج.

قالت:كنت أختبر مشاعرك.

قلت:وأنا كنت أختبر نبلك.

قالت:لا أتصور لك عمر غيري.

قلت:هو عمر خاسر.

قالت:ليس في الحب ربح وخسارة.

قلت:لست أنتي التي تتحدثين عن الربح والخسارة.

قالت:يقولون إن قلوب الشعراء تتسامح،ولكني أراك لا تتسامح.

قلت:حينما تلتئم الجراح،يمكن أن نتسامح،ولكن كيف يكون التسامح
ومازال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق.

قالت:مازلت تحبني..أراهنك،ادفع عمري..مازلت تحبني.

قلت:مازالت أوهامك القديمة..حينما تصورت أن الأشياء من واليك،
وأنني سأهاجر إلى كل بلاد الله،وليست لي بلادا غيرك،
أنتي واهمة،،ما ابعدنى عنك الآن وما أبعدك عنى.

قالت:ولكني أحبك..مازلت أحبك.

قلت:هذه الكلمة أهينت كثيرا،أهينت في أفلامنا،ومسلسلاتنا،وسلوكياتنا،ومعاملاتنا،
والكل يبيع،كم تكون الكلمة ذات معنى عندما تحترم،
وكم تكون رخيصة عندما تهان.

قالت:أنت رجل معقد،لا تثق في احد حتى في نفسك.

قلت:اكتشفت يا سيدتي أن نفسي هي الشيء الوحيد الذي ينبغي أن أحبه بلا مقابل،
فهي لا تطلب مني شيئا،وأنا اعتقد أنها تستحق هذا الحب.

قالت:هذا غرور وأنانية وجنون.

قلت:قد كنت أنتي غروري وجنوني يوم أحببتك،شعرت أنني أغنى أغنياء الأرض،
ولم يكن معي شيء يومها،وحلقت بك إلى أعلى السموات
حتى أصبح حبك نوعا من الجنون.
يا سيدتي لن تجدي مجنونا أخر يحبك مثلما أحببتك.

قالت:وأنا مازلت أحبك.

قلت:في أمريكا وأوربا الآن توجد أسواق لبيع الأجزاء البشرية،كالقلوب والعيون،
وليس ببعيد أن نجد يوما سوقا لبيع سنوات العمر،
وإذا حدث هذا فسوف أكون أول من يذهب
إلى هذه السوق،لاشتري مرة أخرى أيامي معك،
ربما أحبك مرة أخرى.


وحين افترقنا،،
تمنيت سوقا يبيع السنين
يعيد القلوب ويحيي الحنين
تمرد قلبي وقال انتهينا
ودعنا من العشق والعاشقين

السبت، 14 يونيو 2008

بالرغم منا قد نضيع فاروق جويده


قد قال لي يوماً أبي

إن جئت يا ولدي المدينة كالغريب

وغدوت تلعق من ثراها البؤس

في الليل الكئيب

قد تشتهي فيها الصديق أو الحبيب

إن صرت يا ولدي غريباً في الزحام

أو صارت الدنيا امتهاناً .. في امتهان

أو جئت تطلب عزة الإنسان في دنيا الهوان

إن ضاقت الدنيا عليك

فخذ همومك في يديك

واذهب إلى قبر الحسين

وهناك صلي ركعتين

(2)

كانت حياتي مثل كل العاشقين

والعمر أشواق يداعبها الحنين

كانت هموم أبي تذوب .. بركعتين

كل الذي يبغيه في الدنيا صلاة في الحسين

أو دعوة لله أن يرضى عليه

لكي يرى .. جد الحسين

قد كنت مثل أبي أصلي في المساء

وأظلُ أقرأ في كتاب الله ألتمس الرجاء

أو أقرأ الكتب القديمة

أشواق ليلى أو رياضَ .. أبي العلاء

(3)

وأتيتُ يوماً للمدينة كالغريب

ورنينُ صوت أبي يهز مسامعي

وسط الضباب وفي الزحامِ

يهزني في مضجعي

ومدينتي الحيرى ضبابٌ في ضباب

أحشاؤها حُبلى بطفلٍ

غير معروف الهوية

أحزانها كرمادِ أنثى

ربما كانت ضحية

أنفاسُها كالقيدِ يعصف بالسجين

طرقاتُها .. سوداء كالليل الحزين

أشجارها صفراء والدم في شوارعها .. يسيل

كم من دماء الناس

ينـزف دون جرح .. أو طبيب

لا شيء فيك مدينتي غير الزحام

أحياؤنا .. سكنوا المقابر

قبلَ أن يأتي الرحيل

هربوا إلى الموتى أرادوا الصمت .. في دنيا الكلام

ما أثقل الدنيا ...

وكل الناس تحيا .. بالكلام

(4)

وهناك في درب المدينةِ ضاع مني .. كل شيء

أضواؤها .. الصفراء كالشبح .. المخيف

جثث من الأحياء نامت فوق أشلاء .. الرصيف

ماتوا يريدون الرغيف

شيخٌ ( عجوز ) يختفي خلف الضباب

ويدغدغ المسكينُ شيئاً .. من كلام

قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام

قد كان لي عقل يفجر

في صخور الأرض أنهار الضياء

لم يبق في الدنيا حياء

قد قلتُ ما عندي فقالوا أنني

المجنونُ .. بين العقلاء

قالوا بأني قد عصيتُ الأنبياء

(5)

دربُ المدينة صارخُ الألوانِ

فهنا يمين .. أو يسارٌ قاني

والكل يجلس فوق جسمِ جريمةٍ

هي نزعة الأخلاقِ .. في الإنسانِ

أبتاه .. أيامي هنا تمضي

مع الحزن العميق

وأعيشُ وحدي ..

قد فقدتُ القلبَ والنبضَ .. الرقيق

دربُ المدينة يا أبي دربٌ عتيق

تتربع الأحزانُ في أرجائه

ويموت فيه الحب .. والأمل الغريق

(6)

ماذا ستفعل يا أبي

إن جئتَ يوماً دربنا

أترى ستحيا مثلنا ؟؟

ستموت يا أبتاه حزناً .. بيننا

وستسمع الأصواتَ تصرخُ .. يا أبي : يا ليتنا ..يا ليتنا .. يا ليتنا

وغدوتُ بين الدربِ ألتمسُ الهروب

أين المفر؟

والعمرُ يسرع للغروب

(7)

أبتاهُ .. لا تحزن

فقد مضت السنين

ولم أصلِّ .. في الحسين

لو كنتَ يا أبتاهُ مثلي

لعرفتَ كيف يضيع منا كلُ شيء

بالرغم منا .. قد نضيع

بالرغم منا .. قد نضيع

من يمنح الغرباءَ دفئاً في الصقيع؟

من يجعل الغصنَ العقيمَ

يجيء يوماً .. بالربيع ؟

من ينقذ الإنسان من هذا .. القطيع ؟

(8)

أبتاهُ

بالأمس عدتُ إلى الحسين

صليتُ فيه الركعتين

بقيت همومي مثلما كانت

صارت همومي في المدينةِ

لا تذوب بركعتين

..............

الثلاثاء، 10 يونيو 2008

بائع الأحلام فاروق جويده



لا تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام
ماذا أبيع لكم !
وصوتي ضاع وأختنق الكلام
ما زلت أصرخ في الشوارع
أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..
لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام
مازلت كالمجنون
أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام
***
لا تسألوني الحُلم
أفلس بائع الأحلام ..
فالأرض خاوية ..
وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار
ماذا أبيع لكم .. ؟
وكل سنابل الأحلام في عيني دمار
ماذا أبيع لكم ؟
وأيامي انتظار ........ في انتظار
................

الثلاثاء، 3 يونيو 2008

لن أخدعكم مجددا


اليوم جئت هنا لكى أطلعكم على الحقيقه , اليوم لن أخدعكم مجدداً , لن أرسم لكم دنيا من خيالى.

اليوم سوف أطلعكم على دنيايا ولن أخفى عليكم شئ.

اليوم قد نظرت إليها بعين خالية من الخيال ورأيت كل شئ واضحاً.

دنيا بلا وفاء , نعم دنيا مليئه بالخيانه , بشر لا يعرفوا للوفاء معنى , بشر يتفننوا فى الخيانه.

أرى الدنيا الأن وكأنها صحراء جرداء بلا ماء وشمسها حارقه , تحرق فى بلا شفقه ولا رحمه

ويزداد ألمى منها يوم بعد يوم.

والأن سأحدثكم عن قلب فقد معنى الإحساس , قلب لم يعد يشعر بالفرحه

قلب لم يعد يعانى من آلام الخيانه لأنه تعود عليها

قلب يعيش لكى يتذوق كل يوم المزيد من الآلام , قلب قرر أن يموت ونبضه يوهم من حوله بأنه مازال يعيش

ودعونى أحدثكم عن عين أجهدها تحجر الدموع بداخلها , عين تريد أن تبكى ولكن لا تريد أن تظهر ضعفها

عين ترى كل من أحب يتخلى عنى ويتركنى ويذهب بعيداً

عين أجهدها معانى الخيانه, عين تخاف ان تنام فى هذه الدنيا , وان نمت فأترك فيها ثقب كبير

هذه هى دنياى وهذه هى جروحى بدون ألوان

دنيا نقلتها لكم من الواقع ولكن مع محاولات قليله بأن أجعلها تبدو جميله,

دنياى ولكن أخفيت عنكم منها الكثير .

السبت، 31 مايو 2008

وضاعت ملامح وجهى القديم --- فاروق جويدة


نسيت ملامح وجهي القديم
ومازلت أسأل:هل من دليل؟
أحاول أن أستعيد الزمان
وأذكر وجهي وسمرة جلدي
شحوبي القليل
ظلال الدوائر فوق العيون
وفي الرأس يعبث بعض الجنون
نسيت تقاطيع هذا الزمان
نسيت ملامح وجهي القديم
***
عيوني تجمد فيها البريق
دمي كان بحراً
تعثر كالحلم بين العروق
فأصبح بئراً
دمي صار بئراً
وأيام عمري حطام غريق
فمي صار صمتاً..كلامي مُعاد
وأصبح صوتي بقايا رماد
فماعدت أنطق شيئاً جديداً
كتذكار صوت أتى من بعيد
وليس به أي معنى جديد
فماعدت أسمع غير الحكايا
وأشباح خوف برأسي تدور
وتصرخ في الناس:هل من دليل؟
***
نسيت ملامح وجهي القديم
***
لأن الزمان طيور جوارح
تموت العصافير بين الجوانح
زمان يعيش بزيف الكلام
وزيف النقاء..وزيف المدائح
حطام الوجوه على كل شيء
وبين القلوب تدور المذابح
تعلمت في الزيف ألا أبالي
تعلمت في الخوف ألا أسامح
ومأساة عمري وجه قديم
نسيت ملامحه من سنين
***
أطوف مع الليل وسط الشوارع
وأحمل وحدي هموم الحياة
أخاف فأجري..وأجري..أخاف
وألمح وجهي كأني أراه
وأصرخ في الناس هل من دليل؟
نسيت ملامح وجهي القديم
***
وقالوا...
وقالوا رأيناك يوماً هنا
قصيدة عشق هوت لم تتم
رأيناك حلم بكهف صغير
وحولك تجرى بحار الألم
وقالوا رأيناك خلف الزمان
دموع إغتراب وذكرى ندم
وقالوا رأيناك بين الضحايا
رفات نبى مضى وابتسم
وقالوا سمعناك بعد الحياة
تبشر فى الناس رغم العدم
وقالوا وقالوا سمعت الكثير
فأين الحقيقه فيما يقال؟؟؟
ويبقى السؤال
نسيت ملامح وجهى القديم
ومازلت أسأل هل من دليل؟؟
***
ضيت أسائل نفسي كثيراً
ترى أين وجهي..؟
وأحضرت لوناً وفرشاة
ولحن قديم
وعدت أدندن مثل الصغار
تذكرت خطاَ
تذكرت عيَنا
تذكرت أنفاَ
تذكرت فيه البريق الحزين
وظلٌ يداري شحوب الجبين
تجاعيد تزحف خلف السنين
تذكرت وجهى
كل الملامح كل الخطوط
رسمت انحناءات وجهي
شعيرات رأسي على كل باب
رسمت الملامح فوق المآذن
فوق المفارق بين التراب
ولاحت عيوني وسط السحاب
وأصبح وجهي على كل شيء رسوما رسوم
ومازلت أرسم00أرسم00أرسم
ولكن وجهي ما عاد وجهي
وضاعت ملامح وجهي القديم!ـ

دى فى نظرى أروع ماكتب فاروق جويده, أكتر قصيده بحبهاله واكتر واحده بقرأها

الأربعاء، 28 مايو 2008

من أنا


أنا لست ادرى من أكون ومن أنا
أنا لست أدرى ماهناك وما هنا
أنا كائن لكن لروحى سرها
والروح لغز حرت فيه فمن أنا؟
إنى أحب ربى جوى وصبابة
والحب لست أراه أمرا هينا
أحببتها والحب داء ماله
برء ولا بالطب يوما أمنا
حب ولى أمل أكابد ناره
وبه أُبتليت ولا رجاء ولا منى
ما زال بين جوانحى أشقى به
سراً أحاذر أن يذاع ويعلنا
لو أنها علمت بذلك كله
لوجدت فى هذا الدواء مسكنا
لكنها لم تدر ما فعل الهوى
بين الضلوع وما أصاب وماجنى


القصيده دى بحبها جدا من زمااااااااان و هى لشاعر فرنسى كان إسمه الفريد دى موسيه تقريبا وده اللى عاجبنى اكتر فيها

السبت، 3 مايو 2008

Goodbye My Lover ---James Blunt


Did I disappoint you or let you down?
Should I be feeling guilty or let the judges frown?
'Cause I saw the end before we'd begun,
Yes I saw you were blinded and I knew I had won.

So I took what's mine by eternal right.
Took your soul out into the night.
It may be over but it won't stop there,
I am here for you if you'd only care.

You touched my heart you touched my soul.
You changed my life and all my goals.
And love is blind and that I knew when,
My heart was blinded by you.

I've kissed your lips and held your head.
Shared your dreams and shared your bed.
I know you well, I know your smell.
I've been addicted to you.

Goodbye my lover.
Goodbye my friend.
You have been the one.
You have been the one for me.

Goodbye my lover.
Goodbye my friend.
You have been the one.
You have been the one for me.

I am a dreamer and when I wake,
You can't break my spirit
It's my dreams you take.
And as you move on, remember me,
Remember us and all we used to be

I've seen you cry, I've seen you smile.
I've watched you sleeping for a while.
I'd be the father of your child.
I'd spend a lifetime with you.

I know your fears and you know mine.
We've had our doubts but now we're fine,
And I love you, I swear that's true.
I cannot live without you.

Goodbye my lover.
Goodbye my friend.
You have been the one.
You have been the one for me.

Goodbye my lover.
Goodbye my friend.
You have been the one.
You have been the one for me.

And I still hold your hand in mine,
In mine when I'm asleep.
And I will bear my soul in time,
When I'm kneeling at your feet.

Goodbye my lover.
Goodbye my friend.
You have been the one.
You have been the one for me.

Goodbye my lover.
Goodbye my friend.
You have been the one.
You have been the one for me.

I'm so hollow, baby, I'm so hollow.
I'm so, I'm so, I'm so hollow.
I'm so hollow, baby, I'm so hollow.
I'm so, I'm so, I'm so hollow.

الثلاثاء، 29 أبريل 2008

إذا دارت بنا الدنيا-- فاروق جويده


إذا دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا وأحرقنا قصائدَنا وأسكتنا أغانينا...
ولم نعرف لنا بيتا من الأحزان يؤوينا وصار العمر أشلاء ودمّر كلّ مافينا ...
وصار عبيرنا كأسا محطّمةً بأيدينا سيبقى الحب واحَتنا إذا ضاقت ليالينا
إذا دارت بنا الدنيا ولاحَ الصيف خفّاقا وعادَ الشعرُ عصفورا إلى دنيايَ مشتاقا...
وقالَ بأننا ذبنا ..مع الأيام أشواقا وأن هواكِ في قلبي يُضئ العمرَ إشراقا ...
سيبقى حُبُنا أبدا برغم البعدِ عملاقا وإن دارت بنا الدنيا وأعيتنا مآسيها...
وصرنا كالمنى قَصصا مَعَ العُشّاقِ ترويها وعشنا نشتهي أملا فنُسمِعُها ..ونُرضيها...
فلم تسمع ..ولم ترحم ..وزادت في تجافيها ولم نعرف لنا وطنا وضاع زمانُنا فيها...
وأجدَب غصنُ أيكتِنا وعاد اليأسُ يسقيها عشقنا عطرها نغما فكيف يموت شاديها ؟
وإن دارت بنا الدنيا وخانتنا أمانينا .. وجاء الموت في صمتٍ وكالأنقاض يُلقينا ...
وفي غضبٍ سيسألنا على أخطاء ماضينا فقولي : ذنبنا أنا جعلنا حُبنا دينا
سأبحث عنك في زهرٍ ترعرع في مآقينا وأسأل عنك في غصن سيكبر بين أيدينا
وثغرك سوف يذكُرني ..إذا تاهت أغانينا وعطرُك سوف يبعثنا ويُحيي عمرنا فينا

الاثنين، 28 أبريل 2008

فتاة أحلامى

إستيقظت اليوم أشعر بسعاده كبيرة. رأيت حلما رائعا جدا . رأيت اليوم فتاة أحلامى.رأيت فتاة كانت مجرد رسم على أوراقى . فتاة بحثت عنها كثيرا فى واقعى ولم أجد أثر لها , ولكنى اليوم رأيتها وأتذكر إبتسامتها.........قررت أن لا أترك هذا الحلم هكذا , لكنى سوف أنقله على أوراقى , أحضرت فرشاتى وتركتها لتعبر عما بداخلى , فرسمت سماء صافيه وشمس ساطعه,وبستان ملئ بالزهور ذات الألوان الخلابه.......
وفى اليوم التالى رأيتها أيضا ولكنى اليوم أتذكر عيناها والتى أشعر وكأنهما بحر واسع هادئة أمواجه. فأحضرت لوحتى كى اكملها , فرسمت مركب شراعى صغير ,وتركت الهواء يقذف به بعيداً داخل هذا البحر الواسع وسط الأسماك التى تتراقص لتشاركنى سعادتى.............
وفى اليوم التالى رأيتها جالسة على صخره تتأمل السماء والطيور فقررت أن أشاركها شعورها بفرشاتى ولوحتى فرسمت طيور فى السماء تغرد وتملأ السماء طرباً............
وتوالت الأيام تباعاً: ولكنى لم أعد أراها فى أحلامى . إختفت وإختفى معها كل معانى السعاده , تركتنى ورحلت دون أن تفكر فى مصير لوحتى.
ذهبت لأتطلع إلى حال لوحتى لعل أن أستطيع ان أستعيد ذلك الشعور مره أخرى,ولكن هنا كانت المفاجأه.
رأيت الشمس قد إشتدت حرارتها فقتلت زهور بستانى .ورأيت البحر قد هاجت أمواجه فأغرق مركبى الصغير .وقد إشتدت ملوحته ليقتل السمك الذى شاركنى معانى السعاده.ورأيت طيورى قد عجزت عن التغريد ووقفت تتأملنى وتتعجب لحالى.
وهنا سألت نفسى سؤالا هاما: هل تغيرت الدنيا أم انا من قتلت معانى السعاده فى لوحتى ؟
نعم أنا من قتلتها, أنا من أطفأ فيها روح الحياه ,هذا هو حالنا جميعاً.
عندما يضل بنا الطريق نلقى اللوم على الدنيا بأنها سببت لنا كل هذه الجراح , ولم ندرى يوما أننا من نستطيع ان نعطى للدنيا الألوان التى نريدها .
فحاولوا أن تروا الدنيا دوما مبتسمه حتى لا تموت لوحاتكم وتموت معها قلوبكم........حتى وإن ضاعت فتاة أحلامكم.

الخميس، 24 أبريل 2008

Ras El-Bar Day



من 3 أسابيع كده وقبل معمعة الإمتحانات طلعت فى دماغنا اننا نعمل لنفسنا يوم أجازه ونروح فيه رأس البر .
وفعلا يوم الثلاثاء فى الأسبوع ده تم التنفيذ :d
إتقابلنا عند بوابة الجامعه وانطلقنا الى رأس البر
كان يوم جامد جدا جدا جدا من أول اليوم لحد لما اشترينا البيتزا المضروبه "ربنا يجازى اللى كان السبب " الى هو ابراهيم يعنى :D
دى بس شوية الصور اللى وصلولى وفى انتظار باقى الصور والفيديوهات ان شاء الله .


أنا وعلى صيام وإحنا بنمثل فيلم تيتانيك :D
برده نفس اللقطه مع تبديل المراكز :D

أنا وعلى الجعلى عند اللسان فى اخر اليوم
على الجعلى وعلى صيام وابراهيم ابو اليزيد
أنا وصيام تانى
صيام والجعلى تانى

اليوم كان فيه صور جميله جدا وفيديوهات جامده هابقى أرفعها اول لما توصل ان شاء الله





كده يابنى آدمين ؟؟!!


كان يوم أسود يوم ماجيت , ماما وبابا سابوا البيت , والطباخ ولع فى البت
بسمع الكلام ده وبسمع ان الناس هاتعمل اضراب اليوم ده واحتمال يكسروا ويدغدغوا البلد .
بس انا بقول هنا أن رغم كل اللى هايحصل ده
أنا هاحتفل بعيد ميلادى برده هههههههههههههههههه

يعنى هو انا ذنبى ان عيد ميلادى يوم عيد ميلاد أبو جمال؟
أنا بقول أهو للناس اللى هايعملوا اضراب مايعملوش حسابى مش هاضرب يومها
أنا هاولع!!
قصدى هاولع الشمع ياجماعه
ههههههههههههههههه احسن حد يفهمنى غلط واقضى يوم عيد ميلادى فى حته تانيه بدل بيتنا

الجمعة، 11 أبريل 2008

الأحلام


الأحلام دى موجوده فى حياتنا كلنا, ومن حق أى حد فينا انه يحلم .يحلم بزوجه وبيت وأولاد , يحلم بوظيفه كويسه , يحلم بمركز مرموق. يحلم زى مايحلم . بس الغلط اللى احنا بنعمله هو إننا مش بنتعامل مع الأحلام على إنها أحلام.
ممكن الناس تقول هو الراجل ده بيقول ايه احنا مش فاهمين حاجه.
هاقولكم أنا أقصد إيه. الحلم ده حاجه فى خيالنا يعنى مش حاجه ماديه او معنويه موجوده فعلا فى حياتنا . بس فى نفس الوقت بنلاقى الناس بتزعل لما حلم من أحلامها مايتتحققش .
ليه؟
مش برده هو إسمه حلم , يعنى لو إتحقق هايبقى أجمل حقيقه طبعا , بس لو مااتحققش مانحسش ان الدنيا كلها قفلت فى وشنا , وان الحياه بقت سوده.وخلاص الانسان مننا مايحلمش تانى . لأ , عيش وإحلم تانى وحلمك يتكسر وترجع تحلم غيره وغيره.
أنا بقول الكلام ده لأنى فى حياتى أحلام كتير مااتحققتش , أوقات كتير كنت بزعل بس بعد لما فهمت معنى انه كان حلم , خلاص بقيت فاهم شويه .
حلمت أحلام كتير مش على مقاسى , أحلام أكبر منى.
هو أه صح انا مش بعرف انى مش أد الأحلام دى إلا لما بكون اتعلقت بيها بس برده من حقى أحلم مادام هو حلم بس لحد الوقتى.
أنا كاتب الموضوع ده لأنى كنت بتكلم مع واحد صاحبى وقالى إنه معتش هايحلم بحاجه تاني لإن أحلامه مابتتحقش كامله.
بس أنا عاوز أقوله هنا , إنى بحلم أحلام كتيره جدا وانا من جوايا عارف إنى مش أدها بس ماينفعش انى مااحلمش , ماينفعش مانحلمش , لازم نحلم لان ممكن احلامنا دى تبقى حقيقه.

الخميس، 10 أبريل 2008

Mandy Moore - Only Hope

There's a song that's inside on my soul. It's the one that I've tried to write over and over again. I'm awake in the infinite cold. But you sing to me over and over and over again. So I lay my head back down. And I lift my hands and pray to be only yours. I pray to be only yours. I know now, you're my only hope. Sing to me the song of the stars. Of your galaxy dancing and laughing and laughing again When it feels like my dreams so far. Sing to me of the plans that you have for me over againSo I lay my head back down. And I lift my hands and pray to be only yours. I pray to be only yours. I know now, you're my only hope. I give you my destiny. I'm giving you all of me. I want your symphony. Singing in all that I am. At the top of my lungs. I'm giving it backSo I lay my head back down. And I lift my hands and pray to be only yours. I pray to be only yours. I pray to be only yoursI. know now, you're my only hope

Hello--Evanescense




playground school bell rings again. rain clouds come to play again. has no one told you shes not breathing. i am your mind giving you someone to talk to. hello, if i smile and don't beleive. soon i know i'll wake from this dream. don't try to fix me i'm not broken. hello, i'm the light liveing for you. so you can't hide. don't cry suddenly i know i'm not sleeping. hello, i'm still here all thats left of yesterday

الأربعاء، 9 أبريل 2008

عائض القرني يدعو الرئيس نيلسون منديلا إلى الإسلام في خطاب عجيب!

من : عائض القرني إلى : الرئيس نيلسون مانديلا تحية طيبة أيها الرئيس العظيم: أنا أحد الملايين في مشارق الأرض ومغاربها، الذين قرؤوا سيرتك، وعرفوا جهادك، وأُعجبوا بصمودك، وتعجَّبوا من تضحيتك واستبسالك في سبيل مبدئك، ولأجل حريتك وحرية شعبك، حتى صرت نجماً في أفق الحرية، وزعيماً عالمياً في مدرسة النضال، ومنظِّراً عبقرياً في دستور حقوق الإنسان. لقد أخذ الناس منك قصة الكفاح، واستفادوا منك رواية المجد وأنشودة الإصرار والتحدي، فصرت أنت أباً لكثير من المستضعفين الذين سُلبوا حقوقهم، واضطُهدوا في ديارهم، وحرمهم الاستبدادُ من العيش الكريم، فرأوا فيك مثلاً حياً، وقدوةً حسنةً في الصبر والإصرار والاستمرار، ورفض الظلم، ومواصلة البذل والفداء، حتى تُنال الحقوق. أيها الرئيس العظيم: إن الإسلام - دين الله الحق - دين عظيم، يحب العظماء، ويحترم المبدعين، ويحيي الشرفاء، وأنت أحدهم. إنه دينُ المساواة؛ ساوى بين عمر العربي، وبلال الحبشي، وسلمان الفارسي، وصهيب الرومي، إنه دينٌ يرفض الظلم، ويحرم الاستبداد، ويُلغي فوارق اللون والجنس واللغة، يقول الله - عزوجل'إن أكرمكم عند الله أتقاكم' ' -: ? ?. أيها الرئيس العظيم: إن الإسلام يحتفي بمثلك من العظماء؛ لأنه دين يقدِّر الفضيلة، ويعظِّم الصبر، ويحثُّ على العدل، وينشد السلام، وينشر الرحمة، ويدعو إلى الإخاء. أيها الرئيس العظيم: لقد حصلتَ على المجد الدنيوي، ونلتَ الشرف العالمي، وأحرزتَ وسام التضحية، ولبست تاج الحرية، فأضفْ إلى ذلك: الظفر بطاعة الله وبالإيمان به، واتباع رسوله ' صلى الله عليه وسلم ' ?، ولا يكون ذلك إلا بالإسلام، فأسلمْ تسلم، أسلمْ تنلْ العزَّ في الدنيا والآخرة، والفوز في الأولى والثانية، والنجاة من عذاب الله. أسلمْ - أيها الرئيس العظيم - لتحييك الأرض والسماء، ويرحِّبَ بك مليار ومائتا مليون مسلم، وتفتَّح لك أبواب الجنة. أيها الرئيس العظيم: إنك مكسبٌ للإسلام، ورصيدٌ للمسلمين، وما أجملها أن تنطلق من فمك كلمة الحق والعدل والسلام والحرية: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهي أصدق جملة أنزلها الله على الإنسان، وهي سرُّ سعادة الإنسان ونجاته وفرحه ونصره. أيها الرئيس العظيم: كلما قابلتُ في بلاد الإسلام علماء وزعماء وأدباء وحكماء قالوا: ليت (نيلسون مانديلا مسلم)، فأرجوك وآمل منك أن تعلنها قويةً مدويةً خالدةً: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، حينها سوف يصفِّق لك عبادُ الله في القارات الست، وتحييك مكة، وتفتح لك الكعبة أبوابها، وتشيد منابر المسلمين باسمك الجميل. أنت صبرت في الزنزانة سبعاً وعشرين سنة حتى كسرت القيد، وانتصرتَ على الظلم وسحقت الطاغوت، فسطِّرْ بإسلامك ملحمةً من الإيمان، وقصةً من الشجاعة، وصورةً رائعةً من صور البطولة. أيها الرئيس العظيم: والله لقد وجدنا في الإسلام - نحن المسلمين - قيمة الإنسان وكرامته، وذقنا حلاوة الإيمان ولذة الطاعة، ومتعة العبودية لله، وشرف السجود له، ومجد اتباع رسوله، ولأنك عزيز علينا، أثير في نفوسنا - لتاريخك المشرق - فنحب أن تشاركنا هذه الحياة السعيدة في ظل الإسلام، والفرصة الغامرةَ في رحاب الدين الخالد. أيها الرئيس العظيم: إن الـمُثل العليا التي تدعو لها سوف تجدها مجتمعة في الإسلام، والرحمة التي يخفق قلبك بها سوف تلمسها في الإسلام، والعدل الذي تدعو إليه سوف تسعد به في الإسلام. إن الإسلام يحب الصابرين وأنت صابر، ويحترم الأذكياء وأنت ذكي، ويبجِّل العقلاء الأسوياء وأنت عاقل سوي، ويحتفي بالشجعان وأنت شجاع. أيها الرئيس العظيم: لقد عشت معك أياماً جميلة عبر مذاكرتك: (رحلتي الطويلة من أجل الحرية)، فوجدت ما بهرني من عظمتك وصبرك وبسالتك، فقلت: ليت هذا الإنسان الفاضل الألمعي مسلم، ووالله لا أجد ديناً يستأهلك وتستأهله غير الإسلام، ولا أعرف مبدأً يكرم مثلك إلا الإسلام؛ لأنه دين الفطرة، يشرح الصدر، ويخاطب العقل، ويهذِّب النفس، ويزكي الأخلاق، ويكرِّم الإنسان، ويعمر الكون. أيها الرئيس العظيم: أنا أخاطبك من مكة، من جوار الكعبة؛ حيث نزل القرآن وبُعث محمد صلى الله عليه وسلم ?، وأشرقت شمس الرسالة، وكُسر الصنم، وحُطِّم الطاغوت، وأُعلنت حقوق الإنسان، وأُلغي الاستبداد، ونُشر العدل والسلام. يقول ربنا وربك - جل في علاه ' فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ' -: ? ?. أيها الرئيس العظيم: إن الحياة قصيرة متعبة فما بالك إذا كانت حياة مثلك من العظماء؛ إذ قضيت ما يقارب النصف من عمرك مظلوماً مسجوناً، وهناك حياة الأبد والخلود في حياة النعيم التي ينالها المؤمنون بالله المتبعون لرسله، وأرجو أن لا تفوتك هذه السعادة والفوز، وكما يقول الفيلسوف الشهير ديكارت: «إن الحياة مسرحية رأينا المشهد الأول؛ مشهد الظالم والمظلوم، والغالب والمغلوب، والقوي والضعيف، فأين المشهد الثاني الذي يكون فيه العدل؟!»، فأجابه علماء المسلمين بقولهم: «المشهد الثاني هو يوم الحساب في الآخرة، يوم تُنصب محكمة العدل إذ لا حاكم إلا الله؛ ليوفي كلَّ نفسٍ بما كسبت، ويحكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون». وفي الختام أسعد بأن أهديك كتابي: (لا تحزن) لعلك تجد فيه إجماع العلماء والحكماء العباقرة على أن السعادة في الإسلام. أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشرح صدرك - أيها الرئيس - للإسلام. وتقبل تحيات المسلمين رجالاً ونساءً وشيوخاً وأطفالاً في كل أصقاع الأرض. وتقبلوا تحياتي،،، د. عائض عبدالله القرني

الجمعة، 21 مارس 2008

لا تحزن -- الشيخ عائض القرني

يــا الله

{ يسأله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن } : إذا اضطرب البحر وهاج الموج وهبت الريح العاصف ، نادى أصحاب السفينة : يا الله.
إذا ضل الحادي في الصحراء ومال الركب عن الطريق وحارت القافلة في السير ، نادوا : يا الله.
إذا وقعت المصيبة وحلت النكبة وجثمت الكارثة ، نادى المصاب المنكوب : يا الله.
إذا أوصدت الأبواب أمام الطلاب ، وأسدلت الستور في وجوه السائلين ، صاحوا : يا الله.
إذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الامال وتقطعت الحبال ، نادوا : يا الله.
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت ، فاهتفت : يا الله.
ولقد ذكرتك والخطوب كوالح *** سود ووجه الدهر أغبر قاتم
فهتفت في الأسحار باسمك صارخا **** فإذا محيا كل فجر باسم
إليه يصعد الكلم الطيب ، والدعاء الخالص ، والهاتف الصادق ، والدمع البريء ، والتفجع الواله.
إليه تمد الأكف في الأسحار ، والأيادي في الحاجات ، والأعين في الملقات ، والأسئلة في الحوادث.
باسمه تشدو الألسن وتستغيث وتلهج وتنادي ، وبذكره تطمئن القلوب وتسكن الأرواح ، وتهدأ المشاعر وتبرد الأعصاب ، ويثوب الرشد ، ويستقر اليقين ، { الله لطيف بعباده }
الله :
أحسن الأسماء وأجمل الحروف ، وأصدق العبارات وأثمن الكلمات ، { هل تعلم له سميا }
الله :
فإذا الغنى والبقاء ، والقوة والنصرة ، والعز والقدرة والحكمة ، { لمن الملك اليوم لله الواحد القهار }
ا لله :
فإذا اللطف والعناية ، والغوث والمدد ، والود والإحسان ، { ومابكم من نعمة فمن لله }
الله :
الجلال والعظمة ، والهيبة والجبروت.
مهما رشفنا في جلالك أحرفا *** قدسية تشدو بها الأرواح
فلأنت أعظم والمعاني كلها *** يارب عند جلالكم تنداح
اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة ، وجزاء الحزن سرورا ، وعند الخوف أمنا.
اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين ، وأطفىء جمر الأرواح بماء الإيمان.
يا رب ، ألق على العيون الساهرة نعاسة امنة منك ، وعلى النفوس المضطربة سكينة ، وأثبها فتحا قريبا.
يا رب اهد حيارى البصائر إلى نورك ، وضلال المناهج إلى صراطك ، والزائغين عن السبيل إلى هداك.
اللهم أزل الوساوس بفجر صادق من النور ، وأزهق باطل الضمائر بفيلق من الحق ، ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين. اللهم أذهب عنا الحزن ، وأزل عنا الهم ، واطرد من نفوسنا القلق.
نعوذ بك من الخوف إلا منك ، والركون إلا إليك ، والتوكل إلا عليك ، والسؤال إلا منك ، والاستعانة إلا بك ، أنت ولينا ، نعم المولى ونعم النصير.

فكر واشكر

المعنى أن تذكر نعم الله عليك فإذا هي تغمرك من فوقك ومن تحت قدميك { وان تعدوا نعم الله لا تحصوها } صحة في بدن ، أمن في وطن ، غذاء وكساء ، وهواء وماء ، لديك الدنيا وأنت ما تشعر ، تملك الحياة وأنت لا تعلم { واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } عندك عينان ، ولسان وشففان ، ويدان ورجلان { فبأي الاء ربكما تكذبان } هل هي مسئلة سهلة أن تمشي على قدميك ، وقد بترت أقدام؟! وأن تعتمد على ساقيك ، وقد قطعت سوق؟! أحقير أن تنام ملء عينيك وقد أطار الألم نوم الكثير؟! وأن تملأ معدتك من الطعام الشهي وأن تكرع من الماء البارد وهناك من عكر عليه الطعام ، ونغص عليه الشراب بأمراض وأسقام؟! تفكر في سمعك وقد عوفيت من الصمم ، وتأمل في نظرك وقد سلمت من العمى ، وانظرإلى جلدك وقد نجوت من البرص والجذام ، والمح عقلك وقد أنعم عليك بحضوره ولم تفجع بالجنون والذهول .
أتريد في بصرك وحده كجبل أحد ذهبا ؟! أتحب بيع سمعك وزن ثهلان فضة؟! هل تشتري قصور الزهراء بلسانك فتكون أبكم؟! هل تقايض بيديك مقابل عقود اللؤلؤ والياقوت لتكون أقطع؟! إنك في نعما عميمة وأفضال جسيمة ، ولكنك لا تدري ، تعيش مهموما مغموما حزينا كئيب! وعندك الخبز الدافىء ، والماء البارد ، والنوم الهانىء ، والعافية الوارفة ، تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود ، تنزعج من خسارة مالية وعندك مفتاح السعادة ، ومن اطير مقنطرة من الخير والمواهب والنعم والأشياء ، فكر واشكر { وفي انفسكم افلا تبصرون } فكر في نفسك ، وأهلك ، وبيتك ، وعملك ، وعا فيتك ، وأصدقائك ، والدنيا من حولك { يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها }
ما مضى فات

تذكر الماضي والتفاعل معه واستحضاره ، والحزن لماسيه حمق وجنون ، وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة. ان ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ، يغلق عليه أبدا في زنزانة النسيان ، يقيد بحبال قوية في سجن الإهمال فلا يخرج أبدا ، ويوصد عليه فلا يرى النور ، لأنه مضى وانتهى ، لا الحزن يعيده ، لا الهم يصلحه ، لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ، لا تعش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ، أنقذ نفسك من شبح الماضي ، أتريد أن ترد النهر إلى مصبه ، والشمس إلى مطلعها ، والطفل إلى بطن أمه ، واللبن إلى الثدي ، والدمعة إلى العين ، إن تفاعلك مع الماضي ، وقلقك منه واحتراقك بناره ، وانطراحك على أعتابه وضع مأساوي رهيب مخيف مفزع.
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ، وتمزيق للجهد ، ونسف للساعة الراهنة ، ذكر الله الأمم وما فعلت ثم قال : { تلك امة قد خلت } انتهى الأمر وقضي ، ولا طائل من تشريح جثة الزمان ، وإعادة عجلة التا ريخ.
إن الذي يعود للماضي ، كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ، وكالذي ينشر نشارة الخشب. وقديما قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدث على ألسنة البهائم أنهم قالوا للحمار لم لا تجتر؟ قال : أكره الكذب.
إن بلاءنا أننا نعجز عن حاضرنا ونشتغل بماضينا ، نهمل قصورنا الجميلة ، ونندب الأطلال البالية ، ولئن اجتمعت الإنس والجن على إعادة ما مضى لما استطاعوا لأن هذا هو المحال بعينه.
إن الناس لا ينظرون إلى الوراء ولا يلتفتون إلى الخلف ، لأن الريح تتجه إلى الأمام والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام ، فلا تخالف سنة الحياة.

يومك يومك

إذا أصبحت فلا تنتظر المساء ، اليوم فحسب ستعيش ، فلا أمس الذي ذهب بخيره وشره ، ولا الغد الذي لم يات إلى الان . اليوم الذي أظلتك شمسه ، وأدركك نهاره هو يومك فحسب ، عمرك يوم واحد ، فاجعل في خلدك العيش لهذا اليوم وكأنك ولدت فيه وتموت فيه حينها لا تتعثر حياتك بين هاجس الماضي وهمه وغمه ، وبين توقع المستقبل وشبحه المخيف وزحفه المرعب ، لليوم فقط اصرف تركيزك واهتمامك وإبداعك وكدك وجدك ، فلهذا اليوم لابد أن تقدم صلاة خاشعة وتلاوة بتدبر واطلاعا بتأمل ، وذكرا بحضور ، واتزانا في الأمور ، وحسنا في خلق ، ورضا بالمقسوم ، واهتماما بالمظهر ، واعتناء بالجسم ، ونفعا للاخرين.
لليوم هذا الذي أنت فيه فتقسم ساعاته وتجعل من دقائقه سنوات ، ومن ثوانيه شهور ، تزرع فيه الخير ، تسدي فيه الجميل ، تستغفر فيه من الذنب ، تذكر فيه الرب ، تتهيا للرحيل ، تعيش هذا اليوم فرحا وسرورا ، وأمنا وسكينة ، ترضى فيه برزقك ، بزوجتك ، بأطفالك بوظيفتك ، ببيتك ، بعلمك ، بمستواك { فخذ ما اتيتك وكن من الشاكرين } تعيش هذا اليوم بلا حزن ولا انزعاج ، ولا سخط ولا حقد ، ولا حسد. إن عليك أن تكتب على لوح قلبك عبارة واحدة تجعلها أيضا على مكتبك تقول العبارة : (يومك يومك). إذا أكلت خبزا حارا شهيا هذا اليوم فهل يضرك خبز الأمس الجاف الرديء ، أو خبز غد الغائب المنتظر.
إذا شربت ماء عذبا زلالا هذا اليوم ، فلماذا تحزن من ماء أمس الملح الأجاج ، أو تهتم لماء غدا الاسن الحار.
إنك لو صدقت مع نفسك بإرادة فولاذية صارمة عارمة لأخضعتها لنظرية : لن أعيش إلى هذا اليوم. حينها تستغل كل لحظة في هذا اليوم في بناء كيانك وتنمية مواهبك ، وتزكية عملك ، فتقول : لليوم فقط أهذب ألفاظي فلا أنطق هجرا أو فحشا ، أو سبا ، أو غيبة ، لليوم فقط سوف أرتب بيتي ومكتبتي ، فلا ارتباك ولا بعثرة ، وإنما نظام ورتابة. لليوم فقط سوف أعيش فأعتني بنظافة جسمي ، وتحسين مظهري والاهتمام بهندامي ، والاتزان في مشيتي وكلامي وحركاتي.
لليوم فقط سأعيش فأجتهد في طاعة ربي ، وتأدية صلاتي على أكمل وجه ، والتزود بالنوافل ، وتعاهد مصحفي ، والنظر في كتبي ، وحفظ فائدة ، ومطالعة كتاب نافع.
لليوم فقط سأعيش فأغرس في قلبي الفضيلة وأجتث منه شجرة الشر بغصونها الشائكة من كبر وعجب ورياء وحسد وحقد وغل وسوء ظن لليوم فقط سوف أعيش فأنفع الاخرين ، وأسدي الجميل إلى الغير ، أعود مريضا ، أشيع جنازة ، أدل حيران ، أطعم جائعا ، أفرج عن مكروب ، أقف مع مظلوم ، أشفع لضعيف ، أواسي منكوبا، اكرم عالما ، أرحم صغيرا ، أجل كبيرا.
لليوم فقط سأعيش فيا ماض ذهب وانتهى اغرب كشمسك ، فلن أبكي عليك ولن تراني أقف لأتذكرك لحظة ، لأنك تركتنا وهجرتنا وارتحلت عنا ولن تعود إلينا أبد الابدين.
ويا مستقبل أنت في عالم الغيب فلن أتعامل مع الأحلام ، ولن أبيع نفسي مع الأوهام ولن أتعجل ميلاد مفقود ، لأن غدا لا شيء لأنه لم يخلق ولأنه لم يكن مذكورا.
يومك يومك أيها الإنسان أروع كلمة في قاموس السعادة لمن أراد الحياة في أبهى صورها وأجمل حللها.



اترك المستقبل حتى ياتي

{ اتى امر الله فلا تستعجلوه } لا تستبق الأحداث ، أتريد إجهاض الحمل قبل تمامه ، وقطف الثمرة قبل النضج ، إن غدامفقود لا حقيقة له ، ليس له وجود ، ولاطعم ، ولا لون ، فلماذا نشغل أنفسنا به ، ونتوجس من مصائبه ، ونهتم لحوادثه ، نتوقع كوارثه ، ولا ندري هل يحال بيننا وبينه ، أو نلقاه ، فإذا هو سرور وحبور ، المهم أنه في عالم الغيب لم يصل إلى الأرض بعد ، إن علينا أن لا نعبر جسراحتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلنا نقف قبل وصول الجسر ، أو لعل الجسر ينهار قبل وصولنا ، وربما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلام.
إن إعطاء الذهن مساحة أوسع للتفكير في المستقبل وفتح كتاب الغيب ثم الاكتواء بالمزعجات المتوقعة ممقوت شرعا ، لأنه طول أمل ، ومذموم عقلأ ، لأنه مصارعة للظل. إن كثيرا من هذا العالم يتوقع في مستقبله الجوع العري والمرض والفقر والمصائب ، وهذا كله من مقررات مدارس الشيطان { الشيطان يعدكم الفقر ويامركم باالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا } كثير هم الذين يبكون ، لأنهم سوف يجوعون غدا ، وسوف يمرضون بعد سنة ، وسوف ينتهي العالم بعد مائة عام. إن الذي عمره في يد غيره لا ينبغي له أن يراهن على العدم ، والذي لا يدري متى يموت لا يجوز له الاشتغال بشيء مفقود لا حقيقة له.
اترك غدا حتى ياتيك ، لا تسأل عن أخباره ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغول باليوم.
وان تعجب فعجب هؤلاء يقترضون الهم نقدا ليقضوه نسيئة في يوم لم تشرق شمسه ولم ير النور ، فحذار من طول الامل

كيف تواجه النقد الاثم

الرقعاء السخفاء ستوا الخالق الرازق جل في علاه ، وشتموا الواحد الأحد لا إله إلأ هو ، فماذا أتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ، إنك سوف تواجه في حياتك حربا! ضروسا لا هوادة فيها من النقد الاثم المر ، ومن التحطيم المدروس المقصود ، ومن الإهانة المتعمدة مادام أنك تعطي وتبني وتؤثر وتسطع وتلمع ، ولن يسكت هؤلاء عنك حتى تتخذ نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتفر من هؤلاء ، أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك.
إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس لا يرفسون كلبا ميتا ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فقتهم صلاحا ، أو علما ، أو أدبا ، أو مالأ ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونعم الله عليك ، وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليدا!غبيا صفرا محطما ، مكدودا ، هذا ما يريدون بالضبط.
اذا فاصمد لكلام هؤلاء ونقدهم وتشويههم وتحقيرهم "أثبت أحد" وكن كالصخرة الصامتة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد لتثبت وجودها وقدرتها على البقاء. إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ، الا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فأعرض عنهم ولا تك في ضيق مما يمكرون. إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الاثم المفتعل.
إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاء ولن تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيع أن تدفن نقدهم وتجنيهم بتجافيك لهم ، وإهمالك لشأنهم ، وإطراحك لأقوالهم!. { قل موتوا بغيظكم } بل تستطيع أن تصب في أفواههم الخردل بزيادة فضائلك وتربية محاسنك وتقويم اعوجاجك.
إن كنت تريد أن تكون مقبولأ عند الجميع ، محبوبا لدى الكل ، سليما من العيوب عند العالم ، فقد طلبت مستحيلأ وأملت أملأ بعيدا.

لا تنتظر شكرا من احد

خلق الله العباد ليذكروه ورزق الله الخليقة ليشكروه ، فعبد الكثير غيره ، وشكر الغالب سواه ، لأن طبيعة الجحود والنكران والجفاء وكفران النعم غالبة على النفوس ، فلا تصدم إذا وجدت هؤلاء قد كفروا جميلك ، وأحرقوا إحسانك ، ونسوا معروفك ، بل ربما ناصبوك العداء ، ورموك بمنجنيق الحقد الدفين ، لا لشيء إلأ لأنك أحسنت إليهم { وما نقموا الا ان اغناهم الله ورسوله من فضله } وطالع سجل العالم المشهود ، فإذا في فصوله قصة أب ربى ابنه وغذاه وكساه وأطعمه وسقاه ، وأدبه ، وعلمه ، سهر لينام ، وجاع ليشبع ، وتعب ليرتاح ، فلما طرشارب هذا الابن وقوي ساعده ، أصبح لوالده كالكلب العقور ، استخفافا ، ازدراء ، مقتا ، عقوقا صارخا ، عذابا وبيلأ.
ألا فليهدأ الذين احترقت أوراق جميلهم عند منكوسي الفطر ، ومحطمي الإرادات ، وليهنأوا بعوض المثوبة عند من لا تنفذ خزائنه.
إن هذا الخطاب الحار لا يدعوك لترك الجميل ، وعدم الإحسان للغير ، وإنما يوطنك على انتظار الجحود ، والتنكر لهذا الجميل والإحسان ، فلا تبتئس بما كانوا يصنعون.
اعمل الخير لوجه الله ، لأنك الفائز على كل حال ، ثم لا يضر غمط من غمطه ، ولا جحود من جحده ، واحمد الله لأنك المحسن ، وهو المسيء واليد العليا خير من اليد السفلى { انما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا } وقد ذهل كثير من العقلاء من جبلة الجحود عند الغوغاء ، وكأنهم ما سمعوا الوحي الجليل وهو ينعي على الصنف عتؤه وتمرده { مر كان لم يدعنا الى ضر مسه } لا تفاجأ إذا أهديت بليدا قلما فكتب به هجاءك ، أو منحت جافيا عصا يتوكأ عليها ويهش بها على غنمه ، فشج بها رأسك ، هذا هو الأصل عند هذه البشرية المحنطة في كفن الجحود مع باريها جل في علاه ، فكيف بها معي ومعك.

الاحسان الى الغير انشراح للصدر

الجميل كاسمه ، والمعروف كرسمه ، والخير كطعمه. أول المستفيدين من إسعاد الناس هم المتفضلون بهذا الإسعاد ، يجنون ثمرته عاجلا في نفوسهم ، وأخلاقهم ، وضمائرهم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائف من هئم أو ألم بك غم فامنح غيرك معروفا واسد له جميلأ تجد الفرج والراحة. اعط محرومأ ، انصر مظلومأ ، أنقذ مكروبا ، أطعم جائعأ ، عد مريضأ ، أعن منكوبا ، تجد السعادة تغمرك من بين يديك ومن خلفك.
إن فعل الخير كالمسك ينفع حامله وبائعه ومشتريه ، وعوائد الخير النفسية عقاقير مباركة تصرف في صيدلية الذي عمرت قلوبهم بالبر وا لإحسان.
ان توزيع البسمات المشرقة على فقراء الأخلاق صدقة جارية في عالم القيم ( ولو ان تلقى اخاك بوجه طلق ) وإن عبوس الوجه إعلان حرب ضروس على الاخرين لا يعلم قيامها إلأ علأم الغيوب.
شربة ماء من كف بغي لكلب عقور أثمرت دخول جنة عرضها السموات والأرض لأن صاحب الثواب غفور شكور جميل ، يحب الجميل ، غني حميد.

يا من تهددهم كوابيس الشقاء والفزع والخوف هلموا إلى بستان المعروف وتشاغلوا بالغير ، عطاء وضيافة ومواساة وإعانة وخدمة وستجدون السعادة طعمأ ولونأ وذوقأ { وما لاحد عنده من نعمة تجزى الا ابتغاء وجه ربه الاعلى ولسوف يرضى }

أطرد الفراغ بالعمل

الفارغون في الحياة هم أهل الأراجيف والشائعات لأن أذهانهم موزعة { رضوا بان يكونوا مع الخوالف } إن أخطر حالات الذهن يوم يفرغ صاحبه من العمل فيبقى كالسيارة المسرعة في انحدار بلا سائق تجنح ذات اليمين وذات الشمال.
يوم تجد في حياتك فراعا فتهيا حينها للهم والغم والفزع ، لأن هذا الفراغ يسحب لك كل ملفات الماضي والحاضر والمستقبل من أدراج الحياة فيجعلك في أمر مريج ، ونصيحتي لك ولنفسي أن تقوم بأعمال مثمرة بدلأ من هذا الاسترخاء القاتل لأنه وأد خفي ، وانتحار بكبسول مسكن.
إن الفراغ أشبه بالتعذيب البطيء الذي يمارس في سجون الصين بوضع السجين تحت أنبوب يقطر كل دقيقة قطرة ، وفي فترات انتظار هذه القطرات يصاب السجين بالجنون.
الراحة غفلة ، والفراغ لص محترف ، وعقلك هو فريسة ممزقة لهذه الحروب الوهمية.
اذا قم الان صل أو اقرأ ، أو سبح ، أو طالع ، أو اكتب ، أو رتب مكتبك ، أو أصلح بيتك ، أو انفع غيرك حتى تقضي على الفراغ وإني لك من الناصحين.
اذبح الفراغ بسكين العمل ، ويضمن لك أطباء العالم 50% من السعادة مقابل هذا الإجراء الطارىء فحسب ، انظر إلى الفلاحين والخبازين والبناءين يغردون بالأناشيد كالعصافير في سعادة وراحة وأنت على فراشك تمسح دموعك وتضطرب لأنك ملدوغ.
الفصل الثاني

لا تكن إمعة


لاتتقمص شخصية غيرك ولاتذب في الاخرين. إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثير هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتهم وحركاتهم ، وكلامهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصهروا في شخصيات الاخرين ، فإذا التكلف والصلف ، والاحتراق ، والإعدام للكيان وللذات.
من ادم إلى اخر الخليقة لم يتفق اثنان في صورة واحدة ، فلماذا يتفقون في المواهب والأخلاق.
أنت شيء اخر لم يسبق لك في التاريخ هثال ولن ياتي مثلك في الدنيا شبيه.
أنت مختلف تمامأ عن زيد وعمرو فلا تحشر نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان.
انطلق على هيئتك وسجيتك { قد علم كل اناس مشربهم } ، { ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات } عش كما خلقت لا تغير صوتك ، لاتبدل نبرتك ، لاتخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغي وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ، لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ("لا يكن أحدكم إمعة").
إن الناس في طبائعهم أشبه بعالم الأشجار : حلو وحامض ، وطويل وقصير ، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموز فلا تتحول إلى سفرجل ، لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزأ ، إن اختلاف ألواننا وألسنتنا ومواهبنا وقدراتنا اية من ايات الباري فلا تجحد اياته.

قضاء وقدر

{ ما اصاب من مصيبة فى الارض ولا فى انفسكم الا فى كتاب من قبل ان نبراها } ، جف القلم ، رفعت الصحف ، قضي الأمر ، كتبت المقادير ، { لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا } ، ما أصابك لم يكن ليخطأك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
إن هذه العقيدة إذا رسخت في نفسك وقرت في ضميرك صارت البلية عطية ، والمحنة منحة ، وكل الوقائع جوائز وأوسمة ("ومن يرد الله به خيرأيصب منه )" فلا يصيبك قلق من مرض أو موت ابن ، أو خسارة مالية ، أو احتراق بيت ، فإن الباري قد قدر والقضاء قد حل ، والاختيار هكذا ، والخيرة لله، والأجر حصل ، والذنب كفر.
هنيئأ لأهل المصائب صبرهم ورضاهم عن الاخذ ، المعطي ، القابض ، الباسط ، { لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون }
ولن تهدأ أعصابك وتسكن بلابل نفسك ، وتذهب وساوس صدرك حتى تؤمن بالقضاء والقدر ، جف القلم بما أنت لاه فلا تذهب نفسك
حسرات ، لا تظن أنه كان بوسعك إيقاف الجدار أن ينهار ، وحبس الماء أن ينسكب ، ومنع الريح أن تهب ، وحفظ الزجاج أن ينكسر ، هذا ليس بصحيح على رغمي ورغمك ، وسوف يقع المقدور ، وينفذ القضاء ، ويحل المتكوب { فعسى الله ان ياتى بالفتح او امر من عنده }
استسلم للقدر قبل أن تطوق بجيش السخط والتذمر والعويل ، اعترف بالقضاء قبل أن يدهمك سيل الندم ، اذا فليهدا بالك إذا فعلت الأسباب ، وبذلت الحيل ، ثم وقع ما كنت تحذر ، فهذا هو الذي كان ينبغي أن يقع ، ولا تقل ("لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا ، ولكن قل : قدر الله وما شاء فعل ").
{ ان مع العسر يسرا }
يا إنسان بعد الجوع شبع ، وبعد الظمأ ري ، وبعد السهر نوم ، وبعد المرض عافية ، سوف يصل الغائب ، ويهتدي الضال ، ويفك العاني ، وينقشع الظلام { فعسى الله ان ياتي بالفتح او امر من عنده } بشر الليل بصبح صادق يطارده على رؤوس الجبال ، ومسارب الأودية ، بشر المهموم بفرج مفاجىء يصل في سرعة الضوء ، ولمح البصر ، بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة.
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد ، فاعلم أن وراءها رياضا خضراء وارفة الظلال.
إذا رأيت الحبل يشتد ويشتد ، فاعلم أنه سوف ينقطع.
مع الدمعة بسمة ، ومع الخوف أمن ، ومع الفزع سكينة ، النار لا تحرق إبراهيم التوحيد ، لأن الرعاية الربانية فتحت نافذة { بردا وسلما } البحر لا يغرق كليم الرحمن ، لأن الصوت القوي الصادق نطق بـ { كلا ان معي ربي سيهدين } المعصوم في الغار بشر صاحبه بأنه وحده معنا فنزل الأمن والفتح والسكينة.
إن عبيد ساعاتهم الراهنة وأرقاء ظروفهم القاتمة لا يرون إلأ النكد والضيق والتعاسة ، لأنهم لا ينظرون إلأ إلى جدار الغرفة وباب الدار فحسب. ألا فليمدوا أبصارهم وراء الحجب وليطلقوا أعنة أفكارهم إلى ما وراء الأسوار.
اذا فلا تضق ذرعأ فمن المحال دوام الحال ، وأفضل العبادة انتظار الفرج ، الأيام دول ، والدهر قلب ، والليالي حبالى ، والغيب مستور ، والحكيم كل يوم هو في شأن ، ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرأ ، وان مع العسر يسرأ.

اصنع من الليمون شرابا حلوا

الذكي الأريب يحول الخسائر إلى أرباح ، والجاهل الرعديد يجعل المصيبة مصيبتين.‍‍‍ ‍
طرد الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة فأقام في المدينة ، دولة ملأت سمع التاريخ وبصره.
سجن أحمد بن حنبل وجلد ، فصار إمام السنة ، وحبس ابن تيمية فأخرج من حبسه علما جما ، ووضع السرخسي في قعر بئر معطلة فأخرج عشرين مجلدا في الفقه ، وأقعد ابن الأثير فصتف جامع الأصول والنهاية من أشهر وأنفع كتب الحديث ، ونفي ابن الجوزي من بغداد ، فجود القراءات السبع ، وأصابت حمى الموت مالك بن الريب فأرسل للعالمين قصيدته الرائعة الذائعة التي تعدل دواوين شعراء الدولة العباسية ، ومات أبناء أبي ذوئيب الهذلي فرثاهم بإلياذة أنصت لها الدهر ، وذهل منها الجمهور ، وصفق لها التاريخ.
إذا داهمتك داهية فانظر في الجانب المشرق منها ، وإذا ناولك أحدهم كوب ليمون فأضف إليه حفنة من سكر ، وإذا أهدى لك ثعبانا فخذ جلده الثمين واترك باقيه ، وإذا لدغتك عقرب فاعلم أنه مصل واقي ومناعة حصينة ضد سم الحيات. تكيف في ظرفك القاسي ، لتخرج لنا منه زهرا ووردا وياسمينا { وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم } سجنت فرنسا قبل ثورتها العارمة شاعرين مجيدين متفائلا ومتشائما فأخرجا رأسيهما من نافذة السجن. فأما المتفائل فنظر نظرة في النجوم فضحك. وأما المتشائم فنظر إلى الطين في الشارع المجاور فبكى. انظر إلى الوجه الاخر للمأساة ، لأن الشر المحض ليس موجودا بل هناك خير ومكسب وفتح واجر .
{ من يجيب المضطراذا دعاه } من الذي يفزع اليه المكروب ، ويستغيث به المنكوب وتصمدإليه الكائنات، وتسأله المخلوقات ، وتلهج بذكره الالسن وتالهه القلوب انه الله لا إله الا هو.
وحق علي وعليك ان ندعوه في الشدة والرخاء والسراء والضراء ونفزع اليه في الملمات ونتوسل اليه في الكربات وننطرح علىعتبات بابه سائلين باكين ضارعين منيبين حينها ياتي مدده ويصل عونه ويسرع فرجه ويحل فتحه { امن يجيب المضطر اذا دعاه } فينجي الغريق ويرد الغائب ويعافي المبتلي وينصر المظلوم ويهدي الضال ويشفي المريض ويفرج عن المكروب { فاذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين } ولن اسرد عليك هنا أدعية ازاحة الهم والغم والحزن والكرب، ولكن احيلك إلى كتب السنة لتتعلم شريف الخطاب معه فتناجيه وتناديه وتدعوه وترجوه، فإن وجدته وجدت كل شيء ، وان فقدت الإيمان به فقدت كل شيء ، ان دعاءك ربك عبادة أخرى ، وطاعة عظمى ثانيه فوق حصول المطلوب ، وإن عبدا يجيد فن الدعاء حري ان لايهتم ولايغتم ولايقلق كل الحبال تتصرم الا حبله كل الابواب توصد الابابه وهوقريب سميع مجيب ، يجيب المضطر اذا دعاه يامرك وانت الفقير الضعيف المحتاج ، وهو الغني القوي الواحد الماجد- بأن تدعوه { ادعوني استجب لكم } إذا نزلت بك النوازل ، وألمت بك الخطوب فالهج بذكره ، واهتف باسمه ، واطلب مدده واسأله فتحه ونصره ، مرغ الجبين لتقديس اسمه ، لتحصل على تاج الحرية ، وارغم الأنف في طين عبوديته لتحوز وسام النجاة ، مد يديك ، ارفع كفيك ، أطلق لسانك ، أكثر من طلبه ، بالغ في سؤاله ، ألح عليه ، إلزم بابه ، انتظر لطفه ، ترقب فتحه ، أش باسمه ، أحسن ظنك فيه ، انقطع إليه ، تبتل إليه تبتيلأ حتى تسعد وتفلح.

وليسعك بيتك

العزلة الشرعية السنية : بعدك عن الشر وأهله ، والفارغين واللأهين والفوضويين ، فيجتمع عليك شملك ، ويهدأ بالك ، ويرتاح خاطرك ، ويجود ذهنك بدرر الحكم ، ويسرح طرفك في بستان ا لمعارف.
إن العزلة عن كل ما يشغل عن الخير والطاعة دواءعزيز جربه أصباء القلوب فنجح ايما نجاح ، وأنا أدلك عليه ، في العزلة عن الشر واللغو وعن الدهماء تلقيح للفكر ، وإقامة لناموس الخشية ، واحتفال بمولد الإنابة والتذكر ، وإنما كان الاجتماع المحمود والاختلاط الممدوح في الصلوات والجمع ومجالس العلم والتعاون على الخير ، أما مجالس البطالة والعطالة فحذار حذار ، اهرب بجلدك ، إبك على خطيئتك ، وأمسك عليك لسانك ، وليسعك بيتك ، الاختلاط الهمجي حرب شعواء على النفس ، وتهديد خطير لدنيا الأمن والاستقرار في نفسك ، لأنك تجالس أساطين الشائعات ، وأبطال الأراجيف ، وأساتذة التبشير بالفتن والكوارث والمحن ، حتى تموت كل يوم سبع مرات قبل أن يصلك الموت { لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا } اذافرجائي الوحيد إقبالك على شانك والانزواء في غرفتك إلأ من قول خير أو فعل خير ، حينها تجد قلبك عاد إليك ، فسلم وقتك من الضياع ، وعمرك من الإهدار ، ولسانك من الغيبة ، وقلبك من القلق ، وأذنك من الخنا ونفسك من سوء الظن ، ومن جرب عرف ، ومن أركب نفسه مطايا الأوهام ، واسترسل مع العوام فقل عليه السلام.

العوض من الله

لا يسلبك الله شيئا إلأ عوضك خيرا منه ، إذا صبرت واحتسبت ("من أخذت حبيبتيه فصبرعوضته منهما الجنة") يعني عينيه (من سلبت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب عوضته من الجتة) من فقد ابنه وصبر بنى له بيت الحمد في الخلد ، وقس على هذا المنوال فإن هذا مجرد مثال.
فلا تأسف على مصيبة فان الذي قدرها عنده جنة وثواب وعوض وأجر عظيم.
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوه بهم في الفردوس { سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار } وحق علينا أن ننظر في عوض المصيبة وفي ثوابها وفي خلفها الخير { اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون } هنيئا للمصابين ، بشرى للمنكوبين.
إن عمر الدنيا قصير وكنزها حقير ، والاخرة خير وأبقى فمن أصيب هنا كوفيء هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، اما المتعلقون بالدنيا العاشقون لها الراكنون إليها ، فأشد ما على قلوبهم فوت حظوطهم منها وتنغيص راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظم عليهم المصائب وتكبر عندهم النكبات لأنهم ينظرون تحت أقدامهم فلا يرون إلأ الدنيا الفانية الزهيدة الرخيصة.
أيها المصا بون ما فات شىء وأنتم الرابحون ، فقد بعث لكم برسالة بين أسطرها لطف وعطف وثواب وحسن اختيار. ان على المصاب الذي ضرب عليه سرادق المصيبة أن ينظر ليرى أن النتيجة { فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وضاهره من قبله العذاب } ، وما عند الله خير وأبقى وأهنأ وأمرأ وأجل وأعلى.
الايمان هو الحياة
الأشقياء بكل معاني الشقاء هم الم









الفصل الثالث

وقفه

لا تحزن : لأنك جربت الحزن بالأمس فما نفعك شيئا ، رسب ابنك فحزنت ، فهل نجح؟! مات والدك فحزنت فهل عاد حيا؟! خسرت تجارتك فحزنت ، فهل عادت الخسائر أرباحا؟! ، لا تحزن : لأنك حزنت من المصيبة فصارت مصائب ، وحزنت من الفقر فازددت نكدا ، وحزنت من كلام أعدائك فأعنتهم عليك ، وحزنت من توقع مكروه فما وقع.
لاتحزن : فإنه لن ينفعك مع الحزن دار واسعة ، ولا زوجة حسناء ، ولا مال وفير ، ولا منصب سام ، ولا أولاد نجباء.
لا تحزن : لأن الحزن يريك الماء الزلال علقمة ، والوردة حنظلة ، والحديقة صحراء قاحلة ، والحياة سجنا لا يطاق.
لا تحزن : وأنت عندك عينان وأذنان وشفتان ويدان ورجلان ولسان ، وجنان وأمن وأمان وعافية في الأبدان: { فبأى ءالآء ربكما تكذبان } .
لا تحزن : ولك دين تعتقده ، وبيت تسكنه ، وخبز تأكله ، وماء تشربه ، وثوب تلبسه ، وزوجة تأوي إليها ، فلماذا تحزن؟!

نعمة الألم

الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم.
إن الدعاء الحا يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.
إن الطالب الذي عاش حياة الدعة والراحة ولم تلذعه الأزمات ، ولم تكوه الملمات ، إن هذا الطالب يبقى كسولا مترهلا فاترا.
وإن الشاعر الذي ما عرف الألم ولا ذاق المر ولا تجرع الغصص ، تبقى قصائده ركاما من رخيص الحديث ، وكتلا من زبد القول ، لأن قصائده خرجت من لسانه ولم تخرج من وجدانه ، وتلفض بها فهمه ولم يعشها قلبه وجوانحه.
وأسمى من هذه الأمثلة وأرفع : حياة المؤمنين الأولين الذين عاشوا فجر الرسالة ومولد الملة ، وبداية البعث ، فإنهم أعظم إيمانا ، وأبر قلوبا ، وأصدق لهجة ، وأعمق علما ، لأنهم عاشوا الألم والمعاناة : ألم الجوع والفقر والتشريد ، والأذى والطرد والإبعاد ، وفراق المألوفات ، وهجر المرغوبات ، وألم الجراح ، والقتل والتعذيب ، فكانوا بحق الصفوة الصافية ، والثقة المجتباة ، آيات في الطهر ، وأعلاما في النبل ، ورموزا في التضحية ، { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولانصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين } وفي عالم الدنيا أناس قدموا أروع نتاجهم ، لأنهم تألموا ، فالمتنبي وعكته الحمى فأنشد رائعته :
وزائرتي كأن بها حياء *** فليسن تزور إلا في الظلام
والنابعه خوفه النعمان بن المنذر بالقتل ، فقدم للناس:
فإنك شمس والملوك كواكب *** إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
وكثير أولئك الذين أثروا الحياة ، لانهم تألموا.
إذن فلا تجزع من الألم ولا تخف من المعاناة ، فربما كانت قوة لك ومتاعا إلى حين ، فإنك إن تعش مشبوب الفؤاد محروق الجوى ملذوع النفس ، أرق وأصفى من أن تعيش بارد المشاعر فاتر الهمة خامد النفس { ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين }
ذكرت بهذا شاعرا عاش المعاناة والأسى وألم الفراق وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة في قصيدة بديعة الحسن ، ذائعة الشهرة بعيدة عن التكلف والتزويق : إنه مالك بن الريب ، يرثي نفسه :
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى *** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
فلله دري يوم أترك طائعا *** بنى بأعلى الرقمتين وماليا
فيا صاحبي رحلي دنا الموت *** فانزلا برابية إني مقيم لياليا
أقيما علي اليوم أو بعض ليلة *** ولاتعجلاني قد تبين ما بيا
وخطا بأطراف الأسنة مضجعي *** وردا على عيني فضل ردائيا
ولا تحسداني بارك الله فيكما *** من الأرض ذات العرض أن توسع ليا
إلى آخر ذاك الصوت المتهدج ، والعويل الثاكل ، والصرخة المفجوعة التى ثارت حمما من قلب هذا الشاعر المفجوع بنفسه المصاب في حياته.
إن الوعظ المحترق تصل كلماته إلى شغاف القلوب ، وتغوص في أعماق الروح لأنه يعيش الألم والمعاناة { فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا } .
لا تعذل المشتاق في أشواقه *** حتى يكون حشاك في أحشائه
لقد رأيت دواوين لشعراء ولكنها باردة لا حياة فيها ولا روح لأنهم قالوها بلا عناء ، ونظموها في رخاء فجاءت قطعا من الثلج وكتلا من الطين.
ورأيت مصنفات في الوعظ لا تهز في السامع شعرة ، ولا تحرك في المنصت ذرة ، لأنهم يقولونها بلا حرقة ولا لوعة ، ولا ألم ولا معاناة ، { يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم } .
فإذا أردت أن تؤثر بكلامك أو بشعرك ، فاحترق به أنت قبل ، وتأثر به وذقه وتفاعل معه ، وسوف ترى أنك تؤثر في الناس ،{ فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج } .

نعمة المعرفة

{ وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما } الجهل موت للضمير وذبح للحياة ، ومحق للعمر { إني أعظك أن تكون من الجاهلين } .
والعلم نور البصيرة ، وحياة للروح ، ووقود للطبع ، { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منه } إن السرور والانشراح ياتي مع العلم ، لأن العلم عثور على الغامض ، وحصول على الضالة ، واكتشاف للمستور ، والنفس مولعة بمعرفة الجديد والاطلاع على المستطرف.
أما الجهل فهو ملل وحزن ، لأنه حياة لا جديد فيها ولا طريف ، و لا مستعذب ، أمس كاليوم ، واليوم كالغد.
فإن كنت تريد السعادة فاطلب العلم وابحث عن المعرفة وحصل الفوائد ، لتذهب عنك الغموم والهموم والأحزان ، { وقل ربي زدني علما } ، { اقرأ باسم ربك الذى خلق } .(من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين). ولا يفخر أحد بماله أو بجاهه ، وهو جاهل صفر من المعرفة ، فإن حياته ليست تامة وعمره ليس كاملا : { أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى } .
قال الزمخشري المفسر :
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي *** من وصل غانية وطيب عناق
وتمايلي طربا لحل عويصة *** أشهى وأحلى من مدامة ساقي
وصرير أقلامي على أوراقها *** أحلى من الدوكاء والعشاق
وألذ من نقر الفتاة لدفها *** نقري لألقي الرمل عن أوراقي
يا من يحاول بالأماني رتبتي *** كم بين مستغل وآخر راقي
أأبيت سهران الدجى وتبيته *** نوما وتبغي بعد ذاك لحاقي ما أشرف المعرفة ، وما أفرح النفس بها ، وما أثلج الصدر ببردها ، وما أرحب الخاطر بنزولها ، { أفمن كان على بينة من ربه كمن زين له سوء عمله واتبعوا أهواهم } .

فن السرور

من أعظم النعم سرور القلب ، واستقراره وهدوءه ، فإن في سروره ثبات الذهن وجودة الإنتاج وابتهاج النفس ، وقالوا. إن السرور فن يدرس ، فمن عرف كيف يجلبه ويحصل عليه ، ويحظى به استفاد من مباهج الحياة ومسار العيش ، والنعم التي من بين يديه ومن خلفه. والأصل الأصيل في طلب السرور قوة الاحتمال ، فلا يهتز من الزوابع ولا يتحرك للحوادث ، ولا ينزعج للتوافه. وبحسب قوة القلب وصفائه ، تشرق النفس.
إن خور الطبيعة وضعف المقاومة وجزع النفس ، رواحل للهموم والغموم والأحزان ، فمن عود نفسه التصبر والتجلد هانت عليه المزعجات ، وخفت عليه الأزمات.
إذا اعتاد الفتى خوض المنايا *** فأهون ما تمر به الوحول
ومن أعداء السرور ضيق الأفق ، وضحالة النظرة ، والاهتمام بالنفس فحسب ، ونسيان العالم وما فيه ، والله قد وصف أعداءه بأنهم ( أهمتهم أنفسهم ، فكأن هؤلاء القاصرين يرون الكون في داخلهم ، فلا يفكرون في غيرهم ، ولا يعيشون لسواهم ، ولا يهتمون للآخرين. إن على وعليك أن نتشاغل عن أنفسنا أحيانا ، ونبتعد عن ذواتنا أزمانا لننسى جراحنا وغمومنا وأحزاننا ، فنكسب أمرين : إسعاد أنفسنا ، وإسعاد الآخرين.
من الأصول في فن السرور : أن تلجم تفكيرك وتعصمه ، فلا يتفلت ولا يهرب ولا يطيش ، فإنك إن تركت تفكيرك وشأنه جمح وطفح ، وأعاد عليك ملف الأحزان وقرأ عليك كتاب المآسي منذ ولدتك أمك. إن التفكير إذا شرد أعاد لك الماضي الجريح والمستقبل المخيف ، فزلزل أركانك وهز كيانك وأحرق مشاعرك ، فاخطمه بخطام التوجه الجاد المركز على العمل المثمر المفيد ، { وتوكل على الحى الذي لا يموت } .
ومن الأصول أيضا في دراسة السرور : أن تعطي الحياة قيمتها ، وأن تنزلها منزلتها ، فهي لهو ، ولا تستحق منك إلا الإعراض والصدود ، لأنها أم الهجر ومرضعة الفجائع ، وجالبة الكوارث ، فمن هذه صفتها كيف يهتم بها ، ويحزن على ما فات منها. صفوها كدر ، وبرقها خلب ، ومواعيدها سراب بقيعة ، مولودها مفقود ، وسيدها محسود ، ومنعمها مهدد ، وعاشقها مقتول بسيف غدرها.
أبني أبينا نحن أهل منازل *** أبدا غراب البين فيها ينعق
نبكي على الدنيا وما من معشر *** جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الجبابرة الأكاسرة الألى *** كنزوا الكنوز فلا بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بعيشه *** حتى ثوى فحواه لحد ضيق
خرس إذا نودوا كأن لم يعلموا *** أن الكلام لهم حلال مطلق
وفي الحديث : ( إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم ) وفي فن الآداب : وإنما السرور باصطناعه واجتلاب بسمته ، واقتناص أسبابه ، وتكلف بوادره ، حتى يكون طبعا.
إن الحياة الدنيا لا تستحق منا إعادتها العبوس والتذمر والتبرم.
حكم المنية في البرية جاري *** ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا ترى الإنسان فيها مخبرا *** ألفيتة خبرا من الأخبار
طبعت على كدر، وأنت تريدها *** صفوا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هاو
والعيش نوم والمنية يقظة *** والمرء بينهما خيال ساري
فاقضوا مآربكم عجالا إنما *** أعماركم سفر من الأسفار
وتركضوا خيل الشباب وبادروا *** أن تسترد فإنهن عوار
ليس الزمان وإن حرصت مسالما *** طبع الزمان عداوة الأحرار
والحقيقة التي لاريب فيها أنك لا تستطيع أن تنزع من حياتك كل آثار الحزن ، لأن الحياة خلقت هكذا { لقد خلقنا الإنسان في كبد }